شرفى يا زوجتى ؟
وشرفى انا هل فكرت ية ؟
الرحمة ، الرحمة ، الرحمة كلمة ذات وقع جميل ، تشعرك بالقوة للحظات ، تعطيك انطباع بسيطرتك على الامر ،
لكن الشخصية الاخرى التى تملكتها لا تعترف بالرحمة ،
تتابع جرة ، تلعنة ، تشتمة ، لا يرد.
غريب امر الانسان ، وشتان بين الموقفين عندما تقارن بينهم ،
جرتة نحو باحة المواشى ، تلطخ وجهه با الروث ، ملابسة ،
سحبت القيد قربتة من قدمة لم ينطق بكلمة ،
تركت القيد وجلست بجوارة ، اتدرى ذلك هو الفرق بينى وبينك يا كيس القمامة ،
لا زلت زوجى على كل حال، لذلك شرفك من شرفى ، ما يمسك يمسنى ، ما يشوة صورتك يشوهنى ، هل تعلم ما تعنى تلك الكلمات ؟
نعم ، تركتة وسارت للداخل غير مسرورة بما اضطرت لفعلة ، يزحف خلفها نحو الداخل ،
وجدها راقدة على السرير ، اكتفى بالنوم على الآرض مثلما اعتادت زوجتة ان تفعل.
اقتربت تحية من جدتها فى الفترة الاخيرة ، شعرت بعاطفة جامحة نحوها، كانت تتذكر آلام والدتها بجدتها ، هناك ميزة واحدة للطفولة هى القدرة على النسيان والصفح،
كانت تنام بجوارها وتخدمها على قدر استطاعتها ، كانت تنتاب جدتها نوبات هلوسة ، تحكى لحفيدتها عن ايام طفولتها ، عملها بالحقول ، زواجها ، الايام الماضية ،
عندما كانت تتآلم كانت تخبر حفيدتها بآن الله يقتص منها للآثام التى اقترفتها ، مع ذلك لم تذكر تلك الآثام ولا حتى مرة واحدة ، كانت تحفظها بقبو عميق بداخلها ،
تدهورت حالتها اكثر التهمتها الامراض ، تضاريس الحياة،
تحية كانت تستمتع بقصص جدتها عن ايام شبابها ، لا تمل منها لانها تذكرها بايام طفولتها المجحفة ،
حل الشتاء ببردة وعواصفة ، كانت تتكور تحية بجوار جدتها لتشعر بالدفيء ، يشعر الانسان بقرب اجلة اكثر من غيرة ، تتملكة رغبة قوية للأعتراف بجرائمة ، اخطائة ، رغبة متأخرة لنيل الصفح والغفران ،
سامحني يا عواد ، لقد اضطررت لذلك ، كانت ثروتك ستذهب لاخوتك ، ثم انك كنت ضعيف ، كانت نزوة وحيدة انجبت من خلالها وريثك صابر ، نعم هو ابنى لكنة وريثك ،
تحية الطفلة لم تدرك معنى تلك الكلمات ، كل ما تعرفة ان عواد جدها ، تلك الاعترافات المقيتة هل تريح الانسان قبل موتة ، نحن لا نعلم ذلك الا عندما تداهمنا سكرات الموت عندما نتعرض لنفس الموقف ، بعض الاسرار تذهب معنا لقبورنا ربما كانت تلك احداها ،
ماتت جدتها باحد ا ليالى الشتاء العاصفة ،
تجمدت اطرافها وسكنت حركتها ، تحية حاولت فى الصباح ايقاظها لكنها كانت قد رحلت ،
صراخ وهلع لا يغنى من شيء ، لم يدفن صابر والدتة بالمنزل ، بل طلب صهرة لنقلها للمدافن ،
عندما حضر صهرة كان منهك ومتعب ، وجهه متورم ، وجسدة يرتعش ، عندما سألة عن السبب قال سقطت من فوق حمارى ،
الرجال لا يعترفون ابدا بسيطرت نسائهم عليهم ، يعتبرونة سلوك شاذ وعار ، ام عندما يضربون زوجاتهم ، اخواتهم فأنة فعل رجولى يستوجب المدح ،
كأن قدر المرأة ان تكون تابعة ، تكتفى برد الفعل ، اى شيء غير ذلك يعتبر خروج عن نظام الحياة ،
دفنوها قبل الغروب ، صلى عليها امام المسجد وبكت تحية عليها كثيرا .