مع ضرورة ان يدهن جسدها بليمونة وملح ،
بعد ان رحل التمرجى قطعت البنت الكبرى ليمونة ودهنت بها جسد والدتها ووعدها الاب بأن ينقلها لاعلا صباح اليوم التالى .
لكن الموت لا ينتظر صباح ولا مساء ، انه اقرب مما نشعر ، يطوف حول احبتنا دون ان نشعر، يخطفهم دون ان يمنحنا الوقت لتوديعهم ، تقبيلهم ، اخبارهم للمره الأخيره اننا نحبهم وانا فراقهم سيؤلمنا ، تلك حكمة الموت
الابديه اختيار الوقت الذي لا يناسبنا.
دهن البنات جسد والدتهن بليمون كثير لكن صحتها لم تتحسن وعزين ذلك لعدم صلاحية الليمون وفسادة ، الليمون شرير مثل والدنا قالت البنت الصغرى بصوت خافت ، بل مثل جدتنا الحمقاء قالت الفتاة الكبرى ، الموت لا يأتى فجأة ، تسبقة مقدمات ، سقوط ورقة شجر ، نعيق غراب ، نباح كلب ، فنجان يكسر .
الموت يحيط بنا فى كل وقت لكن مقدرتنا محدودة ،
وجهك يا والدتى مثل البرتقالة الحامضة تبسمت الوالدة لابنتها الشقية الصغرى ، عندما تموتى سندفنك بجوار اختنا الصغرى وسأتى لزيارتك كل يوم ، لن اتركك بمفردك مثل والدنا اردفت الصغرى.
اشتد المرض بالوالدة لم يكن من الغريب ان تصرخ من شدة الآلم اثناء الليل ، نحف جسدها اكثر وظهرت عظام وجهها ،
تلون شعرها بالابيض ثم بداء يتساقط مثل اوراق الاشجار بفصل الخريف ، كانت الفتاة الصغرى تجمع الشعر المتساقط وتزين به عروستها التى صنعتها من الطين .
طالت رقدتها وظهرت القرح بجسدها لم تكن قادرة على التحرك ، قرح قاتمة مملؤة بالصديد ، الذباب يطن من حولها ويلتصق بها بمحبة كأنها فرد من العائلة ، لم تقوى على القيام لقضاء حاجتها
وكانت ابنتها الكبرى تساعدها والتى كانت تقوم ايضا باعمال المنزل نيابة عن والدتها.