جثت على الارض واخذت تمسح وتكنس ، جرت اقدامها من خلفها وجلت الاطباق ،
بهت لونها مثل مريض يحتضر ، بعد ان غسلت ملابسهم نزلت للقبو زحفا ، كان بناتها بانتظارها اتكأت عليهم ثم رقدت على فراشها وذهبت فى نوم عميق.
يتبع…
كان نومها عميق تتخلة بعض التأوهات، لو نظر شخص نحوها لتملكة التعجب كيف لميت ان يتألم ؟
لكننا ميتون بمنازلنا ، بمقاهينا ، بازقتنا ، بحوارينا ، بجامعاتنا ، بمدارسنا ، بأعمالنا ، مع ذلك نتألم ، لقد خلقنا ويحمل كل منا صك الآلم على عنقة.
السرطان ينهش الجسد ، يمزقة مثل خرقة بالية ، قبل الفجر اختنقت ، ضيق تنفس وسعال مدمى ، كانت تستجدى الهواء لكن غرفتها بقبو ونافذتها ضيقة ، اخذتها حشرجة الموت ورعشتة بين ظلمة ليل وقبو.
الابنة الصغرى استيقظت مرعوبة ،احتضنت والدتها بعنف ، صرخت وصرخت ، استيقظن الاخريات ، يفركن اعينهن غير مدركات لما يحدث ، ضوء لمبة الجاز يرتعش بضعف لم يسعفهم برؤية والدتهم التى تلمظ لعاب ابيض يشبة المخاط .
لكن الدائرة لا تتسع للفقراء بل تضيق وتضيق حتى تقتلهم محصورين بركن ضيق ومظلم .
امى ، والدتى ، اماة ، كلها مسميات لشخص يحتضر ،
اخذت الام تشهق مثل دجاجة قطع عنقها ، عيونها بارزة حمراء برحت مرابطها ، كل شيء وارد عند الموت ، لاننا لا نعلم كيفيتة ولا نختار الطريقة التى يقضى بها علينا .
استطاعت التنفس اخيرا كانت نوبة قاسية لا اكثر ، تجربة لكيف ستزهق ارواحنا .