_ ودلوقتي لما قدرت أنسى كُل اللي مريت بيه ده وأتعافى منه، ولسه هبدأ أستعيد ثقتي في نفسى وأعيش حياة جديدة، أنت جاي تعيد الكَرة من جديد، وكأني لعبة بين إيديك تبعد وقت ماتحب وترجع وقت ماتحب، متأسفة أوى أنت لو آخر راجل في الدنيا مش ممكن أتجوزك.
وكأنما أصابته كلماتها في مقتل، فارتخت عضلات وجهه بأسى ونظر إليها نظرة طويلة صامتة مستجدية وكأنه حُطام مدينة أهلكتها الحرب واستنزفت قُواها، وأحس بصدره يضيق وينقبض وبأعصابه تختنق وتتلوى،
وعجز عن الكلام .. فماذا يستطيع أن يقول ؟
أرخى جفنيه في يأس وتحرك مُغادرًا في خطوات سريعة واسعة بعد أن التقط هاتفه ومُتعلقاته الشخصية، دون تحية أهل المنزل، والذين كانا يتهللان بالدُعاء في الداخل للم شمل الصِغار دون أن يعلما حقيقة ما يحدث بالخارج ..
حقًا هي لم تعي سببًا منطقيًا لانهمار دمعاتها بذلك القهر فور رحيله ! لماذا يُسيطر عليها هذا الشعور المقيت بالخسارة والندم بدلًا من إعلان انتصارها !
ألم تُخِرج جميع ما بجوفها دون خوف أو خجل بل وفازت في تلك الجولة بجدارة والتي أنهتها برفضها له للمرة الثانية مُذيقة إياه مرارة الانكسار وهوان التذلل لشخص تُحبه ..
إذًا فما سبب ذلك الإحساس بداخلها وكأنها انحرفت عن الصواب ؟ وكأنها سمحت لجانب الشر فيها أن ينتصر بتلك الصورة !
تعالى صوت عقلها سائلًا إياها بسُخرية :
_ هل أنتِ بالفعل بتلك السذاجة والبلاهة حتى تبتلعي حديثه بل وتشعري بالرثاء على حاله!
لكنها نفت ذلك مُوضحة .. فليست هي الساذجة في ذلك الموقف بل قلبها هو الأكثر سذاجة وتغافل مما تخيلت، هاهو يؤلمها بقوة مُؤنبًا لها، وكأنه ينتمى إلى الذى غادر وليس إليها، أحسته كالمسجون بين أضلعها تحت