تويتة زرقاء عابرة، خرج صوت تغريدها الهادئ من داخل هاتفي لافتًا نظري إليها، فقرأتها بتمعن دُون النظر إلى هوية كاتبها، وكأنها مُوجهة لي بشكل شخصي مُذكِرة ..
” نحنُ لا نُحب حين ننبهر .. نحنُ نُحب حين نطمأن “
تسمَرت أمامها لثوان مُتذكرة قِرآتها من قَبل داخل إحدى المقالات الأدبية ذات يوم حين استوقفتني لأول مرة وتخللت عقلي ببطيء لترسو داخل وجداني دون أن أشعر حينها ..
إلا أنها في الحقيقة ترسبت في قاع ذلك الجزء الغير واع من عقلي، فلم أهتم بها أو أتذكرها وأنا أنساق وراء أول انبهار صادفني، بعد أن اعتقَدت أو أردت أن اعتقد حينها كونه هو الحُب المُنتظر ، مُتجاهلة تمامًا أهميه الاطمئنان لاستمرار ذلك الحُب ..
أما قبل ذلك ..
فكُنت أُحاول جاهدة التحكم بتلابيب فلبى وإمساكه عن الخفقان من جديد أو التعلق بأحدهم بعد فشل تجربتي الأولى وحصولي على لَقب (مُطلقة) تُمسك بيدها طفلة صغيرة لا تتجاوز السبع سنوات من غمرها مُتجهة بها إلى بيت أبيها، تلك الصغيرة التي تحججت بها مِرارًا للهروب من عروض الزواج المُتكررة، إلا إني في الحقيقة بداخلي ماكُنت أخشى ولا أَفِر سوى من فشل جديد، حيثُ أردت الإفلات من فكرة إعادة البناء مرة أُخرى،
إعادة تكوين أُسرة مُتهالكة داخل بيت زوجية يهزمني ووهب قلبي لإنسان رُبما سيتلذذ بالعبث بجراحي الثخينة ويستنفرها للنزيف من جديد ..
كُنتُ قد اعتدت على لقب (مُطلقة) الذى لازمني في الآونة الأخيرة وأصبح مُلاصق لتعريفي الشخصي في أي مكان تطأه قدمي، لكنى لم أستطع الاعتياد أو تجاهل نظرات النساء لي قبل الرجال؛ حين يستمعون منى إلى ذلك اللفظ أو إلى تلك الوصمة على حد تعبيرهن !