أفاقت (جيداء) من شرودها على صوت شقيقتها تُناديها فالتفتت إليها مُتسائلة بعينيها، أجابتها (جنة) ذات الربيع الثامن عشر من عُمرها :
_ مش هتنزلي النهاردة ..
هزت جيداء رأسها نافية :
_ هروح فين !
غمزت لها شقيقتها بطرف عينها مُوضحة :
_ المكان اللي بتروحيه كل يوم وبترجعى منه كأنك كنتى في دُنيا تانية .
رمقتها جيداء بنظرة طويلة غاضبة قبل أن تُعلق :
_ أنا بنزل أشتغل على فكرة مش بلعب ..
تحركت الاُخت الصغرى من أعلى فراشها مُقتربة من شقيقتها وعلامات المرح والشغب تملأ وجهها بينما نبرة صوتها تغيرت لتزداد رقة وهى تتصنع أسلوب شقيقتها في الحديث قائلة بعد أن وضعت هاتفها أعلى اُذنها :
_ أيوة ياأسامة .. مش هشوفك النهاردة .. ليه خير ؟ عندك مشوار عائلي .. آه فهمت .. خلاص أشوفك بكرة في المكتب الصبح ..
ثُم أضافت بمكر :
_ ومن ساعتها وإنتى لبسالنا الوش الخشب ..
أحمر وجه جيداء بغضب من تصنع أُختها وسخريتها فما كان منها إلا أن قذفتها بوسادتها مؤنبة :
_ بقى أنا بتكلم كدة ..
تنهدت جنة بتصنع قائلة :