رواية ” نحنُ لا نُحب حين ننبهر .. نحنُ نُحب حين نطمأن “ ?كاملة ? جميع الفصول ?(من الفصل الأول إلى الأخير) كاملة ستعجبكم

­ ­ ­ ­ ­

 

close

قال أسامة بلهفة واضحة بعد أن تنهد بارتياح وكأنه كان ينتظر تلك اللحظة مُنذُ قدومه :

_ أتفضل ياخالي أنا مش غريب ..

وقبل أن يختفى الأب عن الأنظار جاءها صوت الجالس الذى توجه بجسده كله نحوها قائلًا بصوت ملؤه الصبابة وكأنه قطرات الندى التي تتساقط على أرض أنهكها الجفاف طوال تلك السنوات العجاف :

_ وحشتيني …

******************************

 

كانت تستلقِ بشرود أمام التلفاز بصُحبة شقيقتها داخل غرفتيهما، كُلًا مِنهُن تعتلى فراشها المُبعثر وهُن مُرتديات ملابسهُن البيتية بارتياح، الصُغرى انشغلت بهاتفها تُحادث إحدى صديقاتها بينما الأُخرى استلفت على بطنها مُحتضنة وسادتها بضعف بعدما جذبها ذلك الفيلم الرومانسي الكلاسيكي، فتنهدت برقة قبل أن يشدها خيالها إلى عالمه فترى نفسها بصُحبة من ملك عقلها وقلبها طوال تلك السنون الماضية ..

 

 

دفعت خُصلات شُعيراتها البُنية الجانبية إلى ما وراء أُذنها قبل أن ترتكز بمُقدمة ذقنها على الوسادة من تحتها وتسرح بذكرياتها إلى الوراء مُنذ ثلاث سنوات مضت عندما قابلته لأول مرة ..

 

 

كانت في التاسعة عشر من عُمرها وقتئذ عندما حضرت إحدى اجتماعات الجالية المصرية بنيويورك، فلَفت أنظارها ذلك الجالس وحيدًا في رُكن من الأركان يقرأ إحدى الكُتب الفلسفية لكاتب أهتم بالفن والسياسة والفلسفة في القرن التاسع عشر، والذى درست نبذة عنه في بداية دراستها لمجال الفن والسينما مما دفعها

 

للتقدم إليه مُحاولة بدئ حديث يُشبِع فضولها نحوه، فنظراته الحزينة الشاردة طوال الاجتماعات الماضية كانت تُشعرها بمسؤولية نحوه دون أن تعرفه فأحست أن الله أختارها لتُرفه عنه وتُعيد الابتسام إلى عينيه وأن عليها إخراجه من تلك الحالة أو على الأقل معرفة سببها، ولطالما فكرت في ذلك الحُزن العميق الذى يكسو وجهه ولطالما تساءلت بفضول هل خُلق هكذا أم أن هذا الحُزن هو طابع تميزه ..

 

وفوجئت ذات يوم بعلاقته الراسخة مع والدها فهذا هو (عمو أسامة) كما اعتادت أن تُطلق عليه هي وشقيقتها من كثرة تحدث أبيها عنه دون أن تراه إحداهُن يومًا ..

 

فتوطدت العلاقة بينهما وآنست منه ذلك الجانب المرح البشوش في شخصيته والذى كان يشوبه دائمًا نفس المسحة من الحُزن التي تُلازمه، ورغم ذلك أحبت رؤية تلك المسحة داخل عينيه وكأنها أصبحت سمة أساسية من سمات شخصيته الهادئة، فكان كُل شيء به يجذبها إليه، قلبه الطيب وروحة المرحة ونواياه البيضاء .. وحُزنه الدائم ..

 

”” نحنُ لا نُحب حين ننبهر .. نحنُ نُحب حين نطمأن “ ” لتكلمة الجزء التالى من الرواية اضغط هنا?⏬???

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top