_ انا هجيبلك ابوكى يشوفله حل معاكي .. مش كلام عيال هو ..
صفعت الاُم الباب من ورائها بقوة فتخلف عن الاصطدام بعض الذرات البيضاء التي تصاعدت إلى الأعلى بخفة بعد أن تقابلت بما تبقى من أشعة الشمس الغاربة والتي تسربت إلى الغُرفة من النافذة الزُجاجية المفتوحة والمُواجهة
للباب، تأملت شمس تلك الذرات بهدوء قبل أن تستلقِ بلامُبالاة أعلى فِراشها الوثير من جديد، فأصدر سريرها الخشبي أزيزًا لطيفًا، حجب صوته عنها سماعات الأُذن التي ارتدتها مُستمعة لإحدى الأغاني المُفضلة إليها بعد أن ركزت أبصارها على قُرص الشمس الذى بدأ فى الاختفاء ليحل الظلام تدريجيًا ..
أفاقت من شرودها على النور الساطع الذى ملأ الغُرفة، فأغمضت عينيها بقوة قبل أن تفتحهما على مهل مُحاولة التأقلم مع ذلك الضوء القوى، فأبصرت والدها يقترب منها ببطيء قائلًا بابتسامته الحنون :
_ كنتي نايمة ولا إيه ..
أزالت شمس سماعتي الأُذن واعتدلت أعلى فراشها بتأدُب قائلة باحترام :
_ لا أبدًا يابابا أتفضل ..
أتجه الأب أولًا إلى النافذة يُغلِق شيشها الخشبي قبل أن يجلس أعلى المقعد المُستدير الخاص بمكتبها قائلًا بعِتاب :