جذبتها الأُم من ذراعها إلى الداخل برفق مؤنبة، رغمًا عن السعادة التي طلت من عينيها وهى تقول هامسة :
_ أتأخرتى ليه كده ياشمس ..
عبست شمس بحاجبيها مُجيبة :
_ ماتأخرتش ولا حاجة ..
ثُم أضافت مُتسائلة بتشكك وهى تشرأب بعُنقها إلى غُرفة الصالون التي تصاعد منها صوت والدها :
_ عندنا ضيوف ولا إيه ؟
أجابتها مجيدة ومظاهر السعادة تتقافز أعلى وجهها :
_ ومستنينك بقالهم أكتر من ساعة، خشى سلمى …
تساءلت الابنة بهمس :
_ ضيوف مين ؟
أجابتها الأُم بحماس غامزة :
_ أدخلى وإنتى تعرفي …
وضعت شمس حقيبتها أعلى إحدى مقاعد طاولة الطعام قبل أن ترسم الابتسامة المُرحبة أعلى وجهها وتتوجه إلى الداخل بخطوات مُتحمسة يدفعها الفضول، لكنها سُرعان ماتباطئت عندما ارتفعت دقات قلبها فور سماعها لصوته ..
كادت أن تنحرف عن مسارها مُتراجعة إلا إنها بالفعل كانت وضعت أولى أقدامها عن عتبة الغُرفة فرآها جميع من بالداخل ..
والدها وابنتها و .. أسامة .. حُبها الأول ..
مره اُخرى وبعد كل تلك السنوات تراه من جديد يعتلى مِقعده المُفضل بداخل منزلها كما اعتادت عليه في الأيام الخوالي، وكأن الزمان لم يَمُر .. وكأن الأيام لم تنقضِ ..
*****************