وكيف لا ! وهُم إحدى أسلحته القوية التي تجعل الفتيات يتهافتن عليه دون تفكير، على رَجُلٍ، بل على كاتب أربعيني وسيم خالط الشيب رأسه وذقنه _ في حال ما أطلقها_ بصورة واضحة بينما وجهه تحلى بخطوط رفيعة شبه محفورة زادت من وقار ورجولة ملامحه المُتناسقة، فأزداد ملاحة وجاذبية داخل أعينهن الحالمة وخُرن أمامه صِراعًا في الحال ..
غادر غُرفته بخطوات بطيئة عندما بدأ رنين هاتفه بالتصاعد مرة أُخرى فتناول سلسلة المفاتيح خاصته وقداحته المُربعة الصغيرة الذهبية وعلبة سجائره البيضاء اللامعة الأنيقة وهاتفه الذكي أسود اللون، تاركًا ورائه ذلك الذى تداعت بطاريته وأوشكت على النفاذ من تواصل رنينه دونما انقطاع ..
كان قد ارتدى معطفه الصوفي المُفضل قبل أن يستقل سيارته الحديثة ويقودها بهدوء بعد أن قام بتشغيل إحدى أصواته المُفضلة وهو فى طريقه إلى (مدينة نصر) حيثُ معرض الكتاب السنوي ليحضر أولى ندواته لهذا العام وحفل توقيع روايته الجديدة ..
خرج صفيره الناعم المُتناغم من بين شفتيه مرة اُخرى، لكن تلك المرة مُتماشيًا مع نغمات الأغنية التي استمع إليها، والتي ذكرته بحفل التوقيع الأول لروايته الأولى مُنذُ ما يقارب العشرون عامًا ..
هو يتذكر جيدًا حاله في ذلك الوقت ..
فلم يذق جِفنيه طعمًا للنوم تلك الليلة من فرط حماسه وتفكيره بل وقَلقُه أيضًا، بعد أن بدأ استعداداته لهذا التوقيع قبل شهر من موعده وكأنه يوم زِفافه، فابتاع له بذلة أنيقة وقلم مُميز بداخل علبة قطيفة حمراء لوضع إمضاءه داخل نُسخ المعجبين، ذلك الإمضاء الذى قام بتجربته آلاف المرات كلما سنحت له الفُرصة فوق الكثير من الوُريقات للتوصل إلى توقيع مُميز خاص به ..