ماذا تفعل ؟ هل تتمرد وتُعلن رفضها الزواج !
لكن ما ذنب والديها ! كيف لها أن توصمهما بالعار وتُدنس رأسيهما في الوحل إلى هذا الحد ؟
لقد آن الآوان لتتحمل نتيجة عِنادها واختيارها الخاطئ، وتستسلم لِتحدِ القدر الذى طالما وقف حائلاً بينها وبين من أحبته ..
أما الآن وبعد مرور عشر سنوات كاملة فهي تَعُض أطراف أناملها ندمًا على قرارها ذلك، فياليتها انصاعت لنِداء قلبها وقتئذ، لكنها وللأسف أضاعت فُرصة نجاتها الوحيدة ومضت في طريقها رغمًا عنها دون أن تدرى أنها تخطو أولى خطواتها للجحيم فور زواجها من ذلك الأرعن ..
*************
كان شخير ماجد الرتيب المتعالي هو أول ما تلقته أذني شمس الغارقة في أحلامها، ساحبًا إياها من ذلك العالم الوردي الذى لم تستغرق داخله سوى سويعات قليلة لتنتقل دون مُقدمات إلى واقعها الذى لم تعلم عنه شيئًا
بعد، أفاقت بعد عدة دقائق على الكثير من الطَرقات المُتتالية العنيفة والتي تتابع علوها تدريجيًا على باب الغُرفة الخارجي فاستقامت جالسة أعلى فِراشها بذُعر تنظر إلى زوجها الذى بدأ يفرك عينيه بتكاسل قبل أن يتمطئ ويتثاءب بصوت مُرتفع ممطوط، صحبه بعض التأففات مُعلنًا عن تذمره واحتجاجه وهو يُطالع ساعة هاتفه التي لم تتجاوز العاشرة صباحًا ..
انكمشت هي أعلى فراشها بعد أن سترت جسدها بشُرشف الفِراش وعلامات الرُعب تتجسد أعلى وجهها مُتسائلة بصوت خفيض :
_ هو في حد معانا في الشقة ؟
أعتلى صوت تمطأه من جديد قائلًا بغير اكتراث :
_ دي تلاقيها أمي وإخواتي البنات جايبنلنا فطار الصباحية ..
أعتلت علامات الدهشة وجهها مُتسائلة وهى تهم بالنهوض لالتقاط ردائها الحريري ذات الأكمام الطويلة قائلة :