في تلك اللحظة لم تشعر هي بحالها سوى وهى تصرخ بهستيرية قائلة :
_ أنت كداب .. كداب ..
فتح مصطفى عينيه ببطىء شديد قبل أن يُحملق بهما في سقف الغرفة أعلاه قائلًا بغضب مكتوم :
_ سمعيني تاني كدة قولتي إيه ..
لم تلتفت هي إلى تلك النبرة المُحذرة داخل طيات صوته فأضافت دون تفكير بنفس صوتها العالِ :
_ أسامة قالي إن …
فجأة ودون مُقدمات اعتدل ذلك الهادئ في جلسته، ووجه بصره إليها بأعين يتطاير منها الشرر فور سماعه لأسم أسامة يُلفظ من بين شفتيها فقال بوجه مُكفهر يُنبئ بحدوث كارثة :
_ ااااه أسامة … وياترى يبقالك إيه سي أسامة ده !
أجابته دون تفكير كالبلهاء :
_ ابن عمتي ..
أجابها بوجه غاضب وقد عاد ذلك العِرق بجانب فكه ينبض من جديد، فقال بصوتٍ خفيض يخفى ورائه قُنبلة موقوته على استعداد للانفجار في أي وقت :
_ وهو معنى إنه ابن عمتك أنكوا تبقوا قاعدين لوحدكوا بالمنظر ده ولا كأنك واحدة متجوزة ..
عبست هي مُدافعة :
_ إيه اللي أنت بتقوله ده، إحنا مكناش لوحدنا على فكرة .. بابا كان بيتكلم في التليفون وماما كانت ..
رواية نحنُ لا نُحب حين ننبهر نحنُ نُحب حين نطمأن كاملة جميع الفصول
قاطعها بابتسامة ساخرة بينما عينيه لا زالتا تطقان بالشرر :
_ آه وإيه كمان !
ضيقت شمس عينيها بحذر مُتسائلة :
_ أنت مش مصدقني !
رفع مصطفى حاجبيه باستخفاف واضح قبل أن يقول :
_ لا مصدقك كملي ..
لاحت شبه ابتسامة ساخرة على شفتيها وهى تقول مؤنبة :