قال أسامة جملته الأخيرة بأعين لامعة ووجه شبه باسم، فانتقل مصطفى بنظراته بينه وبين شمس التي تذكرت حجم خيبتها فبدت ملامحها غاضبة حانقة قبل أن تُغادر الغرفة على الفور بحثًا عن ابنتها استعدادًا للرحيل ..
*****************************
لم تستغرق الصغيرة الكثير من الوقت حتى تغفو بإرهاق داخل أحضان والدتها، فأراحتها شمس أعلى فراشها بجوار دُميتها المُفضلة قبل أن تُحكم وضع الغطاء فوق جسدها تاركة تلك الأضواء الخافتة والصادرة من
وحدات الإضاءة أعلى الفراش بأشكال الحشرات الكرتونية الملونة الجذابة قيد التشغيل، وبعد لحظات أغلقت الأُم باب الغرفة من ورائها بتحسس شديد قبل أن تنطلق باحثة عن زوجها في أرجاء المنزل، فوجدته مُستلقيًا أعلى فراشه بهدوء يعبث بهاتفه ..
تجاهلته في البداية واستلقت بجواره دون حديث، فقط اكتفت بإغلاق اضواء الغرفة وولته ظهرها بغضب مكتوم في انتظار أن يقوم هو بمُحادثتها أولًا إلا إنه لم يأبه بها وكأنه لم يُلاحظ وجودها ..
وبعد عدة دقائق قضتهم هي في التأفف والتقلب على كلا الجانبين اعتدلت جالسة في النهاية لتقول بانفعال واضح :
_ أقفل نور الموبايل ده مش عارفة أنام ..
رمقها بنظرة جانبية قبل أن يستجيب لمطلبها ويُغلق هاتفه بهدوء استعدادًا للنوم، مما أغاظها أكثر فأشعلت وحدة الإضاءة بجانبها قبل أن تلكزه بكتفه بواسطة أطراف أصابعها
قائلة بغضب :
_ أنت ..قوم هِنا كلمني ..
لم يتكلف هذا الأخير حتى عناء فتح عينيه، بل أجابها بلهجة هادئة خالية من أي انفعال :
_ عاوزة إيه ..
أجابته بحدة بعدما فشلت في السيطرة على نفسها :
_ قوم قولي كُنت فين النهاردة ..وكل يوم بتروح فين ..
كان رده آليًا خالي من أي أحاسيس بشرية، فقال وهو يحكم وضع غطاؤه على جسده :
_ شغل ..
أزاحت شمس الغطاء عنه بعصبية مُتزايدة وعناد قبل أن تقول بسخرية :
_ أظن هتقولي مع المخرج وطقم التصوير ..
أجابها وهو يُعيد وضع الغطاء إلى سيرته الأولى :
_ آه