أجابها بكلمات صادقة جادة :
_ آه أنا كنت بقول كدة، بس إنتى عمرك ماكنتي كدة بالنسبالى، أنا كنت بشوف فيكى حاجة مكنتش لاقيلها تفسير، كنت برتاح وبطمن بوجودك جمبي، بس مكنتش بسيب نفسى للإحساس ده عشان عارف إنه مينفعش.. يمكن كنت بحب غيرك بس بردو فرق السن بينا مخليني مش عاوز اظلمك معايا، أنا داخل على الأربعين وانتي لسة في العشرينات، ليه تربطي نفسك بواحد مش هتعيشي معاه شبابك …
لم تعي جيداء بنفسها وهى تصرخ بانفعال قائلة :
_ عشان بحبك، لو أقدر أكرهك كنت عملت كدة من زمان، بس أنا قلبي مش بإيدي .. تفتكر مكنتش بتعذب السنين اللي فاتت دي وانت مش شايفني ولا حاسس بيا، تفتكر محاولتش أبعد عنك أكتر من مرة لما كنت بتصدني وتجرحني بكلامك، تفتكر ده مكنش بيتعذب كل ليلة وبيقتلني معاه …
قالت جملتها الأخيرة وهى تضرب بقبضتها مكان قلبها بقوة، علها بذلك تخفف من حدة ألمه وانقباضاته ..
قبل أن تُنهى كلماتها، اصطف أسامة بسيارته حتى يستطيع تهدأتها، فالتقط يدها الحُرة بين راحتيه يُمسدها بلُطف قائًلا :
_ أنا آسف إني وجعتك للدرجادي ..
كانت دموعها تنهمر بتتابع على وجنتيها فامتدت يده القريبة منها تمسح وجهها برقة وكأنه يمسحها بأطياف روحه التي شعر بانفطارها لمُجرد رؤية دموعها والتي يراها لأول مرة طوال تلك السنوات، لذا قال بصوت صادق نبع من أعماق فؤاده :
_ تسمحي تديني فرصة تانية ..
ثُم تساءل بخوف :
_ ولا أنا مستحقهاش !
بقلب حائر يستمع إلى طرقات الحُب على بابه، وعقل تائه لا يستطيع التمييز بين الخطأ والصواب، وأعصاب مشدودة كأوتار قيثارة جديدة لم تلن بعد بين أصابع صاحبها، ابتسمت جيداء رغمًا عنها مُجيبة وهى تُغمض
عينيها عنه وكأنها تُحاول منع صوت عقلها الرافض، قبل أن تقول بقلب مُعذَب مُشتاق :
_ للأسف تستحقها ..
*****************************