قائلًا :
_ تشرفنا ياأستاذ مصطفى .. إن شاء الله يبقى تعاون مُوفق …
وقف مصطفى ومد يده إليه مُصافحًا فاستقبلها أسامة بترحاب بينما نظراته توجهت إلى شمس لعدة ثوان قبل أن يومأ برأسه لها قائلًا :
_ أهلًا وسهلًا ..
لقد أعد أسامة نفسه جيدًا لهذا اللقاء، إلا إنه وفى كل الأحوال لم يكن يتوقع قدومها برفقة زوجها، ورغمًا عن القوة والصلابة التي حاول إظهارها إلا أن الأفكار بداخله كانت تتصارع بشراسة وكأنها بداخل حَلبة قِتال، كان أول
ما لفت نظره حين دخوله هو نظراتها الهائمة إلى زوجها، كانت مُماثلة لتلك يوم عقد قرانها، لذا أعادت إليه من جديد ذلك الشعور المقيت والذى ظن أنه قد نجح في التخلص منه، لذا أخفض عينيه عنها وتوجه بكلماته إلى زوجها، لكن قبل ذلك راوده ذلك الإحساس برغبته في الاختفاء، ففكر لثوان في المُغادرة وتقديم ما يلزمه الأمر من اعتذارات، إلا أنه فضل المواجهة والصمود والابتسام بشموخ وثقة، فليس هو من عليه الخجل والفرار، فلينظر بداخل مقلتيها ويواجهها بحقيقتها المُنفرة .
وفى تلك اللحظة التفتت إليه بأنهارها المُصفاة، فشعر بالارتباك يغزوه بعد أن تلاقت عدستيهما وكأن كل كلماته إلى نفسه قد ذهبت هباءًا فهو لم يُشف بعد من جِراح حُبها وبالأخص من قساوة تلك الليلة، مازال الجرح يؤلمه وهو الذي ظن أنه قد التئم، لكن هاهو عليه الضغط عليه من جديد دون رحمة لإزالة تلك القشرة الوهمية التي اعتلته ليبدأ في النزيف من جديد ..
تُرى كم من الوقت يلزمه الأمر تلك المرة للشفاء والتعافي ؟