_ دهبك ده متجيبيش سيرته تاني لأنه هيبقى ليارا لما تكبر بعد ماأزودهولك، وبباكي مش عاوزه يعرف أي حاجة عن اللي حصل ده لا هو ولا مامتك، متشيلهومش هموم فوق طاقتهم ..
لفت شمس ذراعيها حول جسده بتشبُث، وكأننا تحتمى به من الدنيا بأكملها، بل وكأنه السند الذى يُمكنها الآن الإتكاء عليه باطمئنان، لذا قالت بكلمات صادقة نبعت من داخل فؤادها :
_ أنا بحمد ربنا ليل نهار إن انت معانا .. مش عارفة من غيرك كنت هعمل إيه ..
أغمضت عينيها وهي بداخل مصدر سكينتها قائلة وكأنها تُحدث نفسها :
_ طول عمري متعودة أشيل همي وهم بنتي وأبقى أنا الأُم والأب والأخت والأخ وكُل حاجة .. متتصورش أنا حاسة بالأمان إزاى وأنا معاك ..
ازدادت تشبُثًا به وكأنها تخشى ابتعاده لتقول برجاء :
_ أرجوك متخذلنيش في يوم .. أنا مش حِمل إني أتوجع تانى ..
_ بحق الحُب والثِقة اللي جوايا ليك .. خليك على طول جمبي .. سيبني أرمى همومي عليك من غير ما أخاف ..خليني أكشف حقيقتي قدامك كاملة وأعريها من غير ما أخجل منها .. خليني أوريك الحلو والوحش فيا من غير ما أجمله أو أبرره ..