_ وحشتينا ياعروسة ..
ابتسمت شمس بخجل واضح، ثُم توجهت إلى والدها تحتضنه وتُقبله باحترام قائلة بأدب :
_ عامل إيه يابابا ..
ربت محمود على كتفي ابنته قائلًا برزانة وهو يبحث بعينين مُتلهفتين عن الطفلة :
_ كويس ياحبيبتي طول ماانتي وبنتك بخير ..
ما إن ذُكرت الطفلة حتى ظهرت من العدم وعَدَت سريعًا إلى جدها لترتمي بداخل أحضانه وهى تصيح بسعادة، بينما هو اتكأ بتثاقل وضعف على رُكبتيه أرضًا ليتمكن من احتضانها ..
رغمًا عن تأثُر الجمع إلا أن أكثرهم تأثُرًا كان هو ذلك الواقف على بُعد عدة خطوات منهم مُتصنعًا الصلابة، فلقد تغيرت ملامحه بشكل ملحوظ وكأن من النادر لديه مُشاهدة انفعال أُسري صادق بذلك الشكل، ورغمًا عن ذلك خرج صوته هادئًا ثابتًا وهو يقول بابتسامة :
_ اتفضلوا ياجماعة انتوا نورتونا والله ..
توجه الجميع إلى الداخل، بينما نظرات شمس كانت مُثبتة على زوجها بامتنان واضح، فملامحه لم تفضح عن أي ذرة غضب أو تأفف منها بل بعكس ذلك كان ودودًا بشوشًا ضاحكًا حتى في حديثه معها، لدرجة أنها تناست ما حدث وظنت أنه قد صفح عنها …
تتابع الحديث المَرِح بينهم بعد أن قدمت العروس ما لذ وطاب من المشروبات بينما الزوج أصر على عمل طلب عشاء خاص من إحدى المطاعم الشهيرة رغمًا عن اعتراض الضيفين، حيثُ قال الجَد ببشاشة وهو يحتضن
حفيدته واضعًا إياها أعلى ساقيه :
_ متكلفش نفسك ياابنى إحنا جايين بس ناخد يارا ونمشى على طول …
إلا أن مصطفى عارض ذلك على الفور مُؤكدًا على رغبته الحقيقية في بقاءها ببيته، إلا أن الجَد قال مُوضحًا :