-٢١- حُب أم …؟
((اِلتقيت مِرارًا بالسيئين حتى أنى بِت لا استطيع التمييز بينهم وبين الأسوياء !))
هذا ما فكرت به شمس وهى تُطقطق أصابعها بتوتر بعد أن سيطر عليها ذلك الشعور المقيت بالندم لاندفاعها بالشك في زوجها والذى لم يمُر أكثر من بِضع ساعات على زواجهم، هي تعترف بغبائها الغير مُبرر إلا إنها لازالت تتذكر كلمات صديقتها منار والتي أخبرتها من قبل عن مِئات المُعجبات به من مُختلف الأعمار على صفحات السوشيال ميديا، بل وأن نظرات أقربائها إليه بالأمس كانت كافية لإثارة غيرتها لمُجرد وقوع عدسة إحداهُن عليه ..
صدقًا حاولت هي عدة مرات في خلال دقائق معدودة مُعاندة كبريائها والتوجه للاعتذار منه، إلا أن يداها في كُل مرة كانت تتشبث بحواف الأريكة بقوة، مانعة إياها من التحرك أو حتى التزحزح قيد أُنملة وكأنما التصقت بها
بغراء صمغي صَلد لم تستطيع هي مُقاومته أو الانفلات منه، هكذا هيأت لها نفسها في ظل مُعاندة كرامتها وثورتها عليها، إلا أنها وفى أثناء تمردها ذلك ارتفع رنين جرس المنزل مُعلنًا عن قدوم زائرين، وفى ثوان ذاب ذلك اللاصق الوهمي وتحررت يداها قبل أن تتوجه هي إلى الباب بحذر مُتشككة إذا ما كان بإمكانها القيام بفتحه أم أن زوجها هو من سيفعل، لم يطول تساؤلها فهاهى تراه يسبقها إليه بخطوات سريعة، فتوقفت مكانها واشرأبت بعُنقها مُحاولة معرفة هوية الطارق إلى أن وصل إلى مسامعها صوته مُرحبًا وهو يقول :
_ أهلًا وسهلًا اتفضلوا .. يارا مبطلش سؤال عنكوا من الصبح ..
قفزت السعادة على وجه شمس عند سماع صوت والدتها الحنون تُجيبه :
_ وحشتنا أوى العفريتة دي .. البيت ملوش حس من غيرها ..
في لحظات اندفعت الابنة الى أحضان والدتها مصدر الأمان الأول لها بعد أن خطت الأُم بضع خطوات إلى الداخل ومن ثَم اتبعها زوجها، فقالت شمس بلهفة واضحة :
_ ماما وحشتيني أوى ..
احتوتها الأُم بداخلها تُقبل رأسها قائلة بحُزن بعد أن رفعت وجه ابنتها إليها تتأمل ملامحها الجميلة باشتياق قائلة :