_ مش عاوزة ..
إلا أن مصطفى اقترب من الطفلة بهدوء وثنى إحدى رُكبتيه ليهبط إلى مستوى بصرها مُحاولًا احتواء مخاوفها قبل أن يُخرج يده من وراء ظهره ليُظْهِر ما تحمله قائلًا :
_ حتى لو عرفتي إني جبتلك الوجبة اللي بتحبيها ..
قفزت الطفلة بحماس وصفقت بيديها قائلة :
_ هابي ميييل …
ظهرت السعادة على وجه الطفلة التي اقتربت منه طابعة قُبلة صغيرة خجله على إحدى وجنتيه، فضمها إليه بشعور أبوي خالص قبل أن يقول :
_ يابختى على البوسة الحلوة دي …
******************************
مساءًا وبعد أن انتهت الأُسرة الصغيرة من تناول طعامها أمام التلفاز بداخل غُرفة المعيشة، حيثُ جلست الصغيرة أرضًا مُستمتعة بألعابها الجديدة التي لا حصر لها، مُتلذذة بوجبتها المُفضلة أثناء مُشاهدتها للفيلم الكرتوني المُحبب إليها، بينما الأُم كانت تجلس بجوار زوجها في استرخاء تام أعلى الأريكة مائلة برأسها على كتفه العريض حيث انسدلت شُعيراتها السوداء الناعمة كستار الليل ..
انتهز مصطفى انشغال الصغيرة فاقترب من زوجته يلثم أطراف شُعيراتها المُتناثرة عليه قبل أن يقول بإعجاب :
_ مكنتش أعرف إن شعرك طويل كدة ..
أجابته بهمس وهى تبتسم :
_ أُمال كنت متخيله إزاي بقى ..