داعبت أشعة الشمس المُوشكة على الغروب وجه الصغيرة التي سيطر عليها النوم ذلك اليوم حتى مُنتصف النهار، فتململت في نومتها قبل أن تقوم بفتح عينيها ببُطىء باحثة عن والدتها بجانبها، إلا أن الفزع سيطر عليها عندما وجدت نفسها وحيدة بداخل تلك الغُرفة الصغيرة وردية اللون المُمتلئة بالألعاب والمُزينة بوحدات الإضاءة على جانبي الفراش بشكل حشرات مُضيئة ..
خرج صوتها في البداية خافتًا مُرتعبًا لكن سرعان ما ارتفعت نبرته المذعورة وهى تصيح مُنادية والدتها وجدتها، وقبل أن تدخُل في نوبة بُكاء حادة فُتح باب الغرفة وأقبلت عليها والدتها مُهدأة بعد أن قامت بإضاءة المصابيح قائلة :
_ يارا حبيبتي أنا هِنا متخافيش ..
احتضنتها الطفلة بفزع قائلة بخوف واضح :
_ إحنا فين وفين جدو وتيتا ..
قبّلتها شمس من وجنتها بلُطف مُوضحة :
_ حبيبتي متخافيش إحنا في بيتنا الجديد مع عمو مصطفى ..
بدأت دموع الطفلة في الانهمار دون سابق إنذار وهى تقول بنحيب :
_ لا أنا عاوزة جدو وتيتا ..