تنهدت مجيدة بقلة حيلة قائلة :
_ يعنى أسيب البيت يضرب يقلب ومعملكش غدا ..
التمعت عيناه وكأنما راودته فكرة فقال مُشجعًا :
_ طيب إيه رأيك نسافرلنا يومين في فندق من اللي بيبقى فيه كل حاجة ومنشلش هم ..
تشدقت مجيدة قائلة بسخرية وهى تهم برفع الأطباق التي لم تُمس من أعلى الطاولة :
_ تكونش مصدق إننا في شهر عسل بجد وعاوز تدلعني ..
ربت محمود على كفها برفق قائلًا بهدوء يكتسيه مسحة من حزن فشل في إخفاءه :
_ وهو أنا ليا مين دلوقتي أدلعه غيرك ..
شعرت مجيدة بتلك الغصة التي ملأت صوت زوجها في جُملته الأخيرة، وهي التي تعلم جيدًا مدى تعلقه بالصغيرة، لذا قالت هي تلك المرة بلهجة حاولت إخراجها مرحة :
_ ماشي ياسيدى تعالى ننزل نروح أي شركة سياحة كدة نشوف هنسافر فين .. أنا هشيل الأكل وأجهز نفسى وننزل بس على شرط .. تفطرني برا بقى …
هز محمود رأسه مُوافقًا بعد أن تملكه الحماس، بينما هي أسرعت بالتوجه إلى الداخل تاركة العنان لدمعاتها الحبيسة بالهروب ..
وقبل أن يقوم الأب من مقامه اصطدمت قدمه بإحدى ألعاب الصغيرة مُلقاه أرضًا أسفل الطاولة، فالتقطها بأسى قبل أن يُطرق برأسه على المائدة حُزنًا ..
******************************