تبدلت الأدوار فقال هو بحماس مُحاولًا إزالة ذلك الهم الذى اعتراها :
_ ليه بس دي بنتك اتجوزت أحلى جوازة ..افرحيلها شوية بدل وشك المقلوب ده ..
أجابته بإحباط واضح وهى تتكأ بوجهها على راحتيها :
_ والله مش عارفة أفرح ولا أزعل على وحدتنا اللي بقينا فيها دي .. حتى يارا اللي كانت عاملة حس للبيت مبقتش معانا ..
اغتصب الزوج ابتسامة من بين شفتيه رغمًا عن الألم الذى يملأ قلبه، فقال مُمازحًا :
_ ده بدل ما تستغلي فرصة إننا بقينا لوحدنا وتقومي تلبسيلي حاجة كده من بتوع زمان ..
ارتفعت ضحكات مجيدة بصخب قبل أن تقول بوجنتين مُتوردتين :
_ إيه ياراجل إحنا في إيه ولا إيه ..
أجابها غامزًا بصوت مرح :
_ في فرح وسرور الحمد لله ننكد على نفسنا ليه .. قومي ياشيخة خلينا نعيد الأمجاد ..
تشدقت مجيدة وهى تنظر إليه بتهكم مُعلقة :
_ أمجاد ! وهو أنت فيك حيل .. ده انت بقيت جد ..
لم يتأثر هو بكلماتها الساخرة بل حرك ذراعيه في الهواء ليُريها قوة عضده قبل أن يُمسكها من ساعدها قائلًا :
_ طب ماتيجى نشوف …
تصاعدت ضحكاتها من جديد، قبل أن تنفض يده عنها بخجل قائلة هربًا منه :
_ والنبي أنت رايق .. وسع كدة سيبنى أشوف اللي ورايا ..
ظهرت علامات الاعتراض على وجه العجوز قائلًا بجدية :
_ انتي خلاص مبقاش وراكي غيرى ..تدلعيني وبس .. سيبك من الأكل وشغل البيت ده وتعالى نشوفلنا يومين ..