رواية ” نحنُ لا نُحب حين ننبهر .. نحنُ نُحب حين نطمأن “ ?كاملة ? جميع الفصول ?(من الفصل الأول إلى الأخير) كاملة ستعجبكم

­ ­ ­ ­ ­

تلك المرة لم تجد شمس مفرًا من الاستسلام له دون مُقاومة تُذكر أو حتى أي مُحاولة للهروب ..

close

******************************
جلس الأبوان حول مائدة الطعام بشهية مفقودة ينظُران إلى ذلك الموضوع أمامهما بشرود، يعبثان ببعض اللُقيمات الموضوعة بداخل طبق كلًا منهما غير شاعرين بأي رغبة في تناوله أو حتى الاقتراب منه، وكأن العَجز قد

 

أصابهم على حين غَرة بين عشيةٍ وضُحاها، فهاهُما الآن قد أحسا بسنوات عُمرهما وكأنها قد تجمعت في ثوان لتقفز أمامهما مُعلنة عن عُمريهما الحقيقي، مُجرد عجوزان تجاوز إحدهُما الستين من عُمره بينما الأُخرى على مشارف ذلك الرقم، لا يفصلها عنه سوى بضع سنوات ..
لقد فقد العجوزان شغفهما في الحياة بشكل واضح عقب مُغادرة الابنة والحفيدة فأصبح البيت خاليًا إلا منهُما … هُما فقط، لا أثر لمظهر من مظاهر الشباب أو الحياة، لا صخب لا عبث لا ضحكات لا مُشاحنات لا مُضايقات،

 

فقط كهلان ينظُران إلى بعضهما البعض بهدوء والحُزن يكسو ملامحهما التي خط عليها الزمن بقوة ..
وكان أكثرهُما ابتئاسًا هو الجَد والذى شعر بقلبُه يُسلب منه للمرة الثانية ولكن تلك المرة تبعته روحه المُتمثلة في صغيرته والتي كان يقضى معظم وقته برِفقتها لتحفيظها القرآن وبعض الأحاديث وتعليمها أصول الصلاة، أو قرآة بعضًا من سير الأنبياء والمُرسلين بصُحبتها ..

 

حاولت الجدة التماسك حتى لا يزداد ثِقَل الحُزن على زوجها، فقالت بصوت خافت مُتحشرج من قلة الحديث :
_ مش هتاكل يامحمود .. أنت من إمبارح محطتش لقمة في جوفك ..
رد عليها مُتصنعًا تناول ما أمامه وهو يقول :

 

_ ما أنا باكل أهو .. كُلى انتي .. انتي تعبتي من تنضيف الشقة طول الليل ..
تنهدت مجيدة قائلة بحُزن فشلت في اخفاؤه :
_ ومين لُه نفس ..

”” نحنُ لا نُحب حين ننبهر .. نحنُ نُحب حين نطمأن “ ” لتكلمة الجزء التالى من الرواية اضغط هنا?⏬???

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top