_ انتي معاكي حق …
التفت إليها بجسده، يتأمل ملامحها التي طالما ذكرته بأُمه الراحلة فأحس بالارتياح يطغي عليه، وهدأت نفسه المؤنبة، مُتحدثًا بغير تكلف، واثقًا بأنها ستتفهمه دون أن يُنمق كلماته أو يُرتبها، فقال بابتسامة :
_ أنا عارف إنك مستغربة من طلبي ويمكن أنا كمان مستغرب أكتر منك، وعارف إني دايمًا كنت بصدك بس ده مش معناه إني مكنش في بذرة إعجاب جوايا ليكي وكانت بتكبر يوم بعد يوم ..
التمعت عينا المُستمعة بشغف وكأنها على وشك كتابة السطور الأولى في روايتها الخاصة التي طالما انتظرتها، قصة حُبها التي على وشك الاكتمال الآن، فأرهفت السمع له بأُذني فؤادها، بينما هو استطرد قائلًا :
_ يمكن لقيت فيكى الإنسانة اللي برتاحلها وبثق فيها، بس مكنتش عاوز أعلقك بأي أمل أو وعد مش هقدر أنفذه، خصوصًا إني …. إني مكنش عندي استعداد للارتباط أو الجواز في الفترة دي، عشان كدة مكنتش بحاول أقرب منك لأنى كُنت متعلق بحُب أو وهم قديم ..
لاحظت جيداء مسحة الحُزن التي شملت محياه عِند نُطقه لجملته الأخيرة، فثارت بداخلها الشكوك من جديد حول العروس، وكادت أن تسأله بصورة مُباشرة عما إذا كانت هي المقصودة، إلا أنها آثرت الصمت مُفضلة أن
يقوم هو بإخبارها من تلقاء نفسه، إلا إنه أكمل حديثه قائلًا :
_ أنا بعترف إني اتسرعت بطلبي الجواز منك بس اللي متأكد منه إني عاوزك جمبي ومعايا أكتر من مديرة مكتبي وأكتر من إنك بنت صاحبي .. أنا عاوزك تساعديني إني أقرب منك أكتر وأتخطى أي حاجة قديمة جوايا لحد مكنش يستاهل حُبى وإخلاصي ليه السنين دي كُلها، وساعتها أوعدك إن طلبي الجواز منك المرة الجاية مش هيكون قرار مُتسرع أو أهوج، وساعتها مش هستنى موافقتك .. إنما هجيب المأذون وأدخل بيه عليكى من
غير تفكير ..
ارتعشت الابتسامة فوق وجنتي المُستمعة بعد أن اضطربت مشاعرها، فلا تعلم بما عليها أن تشعر الآن ! هل تحزن لعدوله عن طلب زواجها وإعلانه تعلق قلبه بغيرها، أم تَسعد برغبته في التقرب منها أكثر وبدأه في التفكير بها كحبيبته ورفيقة دربه القادمة !