في تلك اللحظة صاحت مجيدة بصوتٍ عال متوعدة :
_ طب يجرب كده يقرب من البيت تانى وأنا أرقع بالصوت وألم عليه الشارع كله ..
شعر مصطفى بالقلق يسري في أوصال الجميع مرة أخرى فتدخل قائلًا بجدية :
_ متقلقوش ياجماعة أنا هتصرف معاه ومش هيقرب للبنت أو يتعرض لأى حد فيكوا بأي شكل من الأشكال ..
هزت شمس رأسها بارتياح قبل أن تقوم من مقامها مُحاولة حمل الصغيرة، إلا أن مصطفى أسرع ليحملها هو برفق ويتوجه بها إلى خارج المنزل بعد أن ودع والدى العروس، بينما شمس انهمرت دمعاتها باشتياق وهى تُقبلهما وتحتضنهما بقوة قائلة :
_ هتوحشونى أوى ..
ربت محمود على كتفها مُشجعًا بحنان :
_ ربنا يهنيكى يابنتى .. ومتنسيش إحنا على طول جمبك وبيتنا مفتوحلك في أي وقت ..
بينما الأُم بكت هي الأُخرى على غِرار ابنتها وقالت بكلمات مُتقطعة حزينة :
_ ابقى تعالي زورينا ياشمس إنتى ويارا متنشغليش عننا ده إحنا ملناش غيرك ..
لكز محمود زوجته بمرفقه قائلًا :
_ ياولية مش كدة .. دي البنت رايحة تتجوز .. هي مسافرة ولا مهاجرة يعنى ..
كفكفت مجيدة دمعاتها بصعوبة ورفعت يدها إلى السماء داعية :
_ روحي ربنا يوفقك ياشمس يابنت بطني ويجعها جوازة العمر ..
قبلتها شمس أعلى جبينها قبل أن تستطرد الأُم مُوصية :
_ متنسيش تبوسيلى يارا لما تصحى ..
هزت شمس رأسها قبل أن تُلقى نظرة طويلة أخيرة على أركان المنزل ووجهي والديها قبل أن تُغادر قائلة :
_ لا اله إلا الله ..
كتمت مجيدة إحدى شهقات بكاؤها وهى تقول :
_ مُحمد رسول الله ..