رواية ” نحنُ لا نُحب حين ننبهر .. نحنُ نُحب حين نطمأن “ ?كاملة ? جميع الفصول ?(من الفصل الأول إلى الأخير) كاملة ستعجبكم

­ ­ ­ ­ ­

غادر أسامة منزل خالُه قبل عقد القران مُباشرة وتبعته جيداء دون تفكير بوجه مشدوه مُتحير، يزداد ذهوله في كُل دقيقة تمر عليها وهى ترى العبوس والكآبة يشتدان برفيقها الذى تسارعت خطواته بملامح وجه مُكفهرة

close

 

زادت من انقباضة قلبها وهى تُحاول مُجاراته في السير، فأحست وكأنهما يخطوان نحو كارثة على وشك الحدوث، لذا قامت بمُناداته عدة مرات عله يلتفت إليها لكن دون جدوى…
فقد كان كالمُغيب تفكيره كُله مُنصب على تلك التي تركها بالأعلى بعدما تأكد من عدم مُبالاتها به، فهي لم تهتم سوى بنفسها فقط، وللأسف لقد كلفه الأمر عشرات السنوات حتى يستطع فهم ذلك ..
توجه أسامة إلى سيارته التي أسرعت جيداء لاستقلالها من بعده قبل أن يقودها بطيش شبابي تسبب في صدور ذلك الصوت المُزعج من مكابح السيارة، فشهقت هي بفزع إلا إنه أكمل طريقه دون تفكير أو حتى تحديد

 

وجهته ..
فبداخله كان يلعن قلبه آلاف المرات لتعلُقه بها بهذا الشكل الذى جعله يُكابد من أجلها هذا الكم من الألم طوال كُل السنوات المُنقضية، فلقد حَرّم على نفسه الكثير من مُتع الحياة وعاش كالراهب بلا زواج أو أطفال إلى الآن من أجلها، وهاهو على مشارف الأربعين من عُمره ولم يسمح لنفسه بخوض أي علاقة وفاءًا لحُبه الذى كان يظنه أسمى مشاعر الإنسانية، إلا إنه في النهاية أدرك أنه لم يكُن سوى قفص مُرصع من ذهب وهو أسير

 

مُكبل داخله، وهى لم تكن سوى سجانته التي جرعته من الألم والعذاب كؤوسًا ..
(( أسامة هدي السرعة )) ..
خرجت تلك الجُملة من جيداء التي أحكمت إغلاق حزام أمانها وتشبثت جيدًا بمقعدها، بينما الآخر لازالت تطق من عينيه علامات الشرار وعقله يسخر منه ويُحدثه آمرًا إياه أن يتوقف عن هذه الترهات وهذا الضعف المُقزز،

 

كفاه ما ضاع من عُمره وعليه الآن التفكير في نفسه فقط لتعويض ما فاته، عليه أن يُحب من جديد ويتزوج من يشاء ويُنجب أطفالًا يُزينون حياته ويملؤونها لهوًا ومرحًا، ويستمتع ببراءتهم وطيبة أفئدتهم التي لا تعرف خُبث الخيانة أو سواد الانتقام، ويُكرث ما تبقى مِن عُمره لبناء مستقبلهم وتكوين امبراطورية خاصة بهم، نعم هو سيعتني بهم وسيُخبرهم بألمه قبل كل شيء، سيُعلمهم أن الحُب لعنة يجب عليهم تفاديها، وأن مصدر قوتهم هو التحكم بقلوبهم، فهو لن يسمح لمخلوق بإيذاء افئدتهم الصغيرة وتحويلها إلى رماد مثل خاصته ..

 

هو الآن بلا قلب .. بل سيغدو بلا قلب بكُل ما تحمله الكلمة من معانِ ورغمًا عن بُغض ذلك الشعور الذى سيصعب عليه تحمله، إلا إنه لن يستطع الفرار منه، فمن بطن الأوجاع تولد القوة، وذلك هو قدره .. الوجع ..
في تلك اللحظة هدأت نفسه التي تشبعت جلدًا وتأنيبًا، وزفر هو بقوة كأنه يلفظ جميع همومه وأوجاعه، قبل أن ينتبه إلى ملامح تلك الهلعة بجواره، فأوقف سيارته على إحدى جوانب الطريق وشملها بنظرة طويلة جادة

”” نحنُ لا نُحب حين ننبهر .. نحنُ نُحب حين نطمأن “ ” لتكلمة الجزء التالى من الرواية اضغط هنا?⏬???

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top