في تلك اللحظة خرج محمود عن صمته وكأنما سيطرت عليه قوة خفية وأصبح شابًا فتّيًا فجذبه من مرفقه إلى الخارج بعُنف من وسط المدعوين ودفعه حتى كاد أن يُلقى به من أعلى الدرج قائلاً بغضب مكتوم :
_ أنت جاي عاوز إيه دلوقتي .. من أمتى وأنت همك على بنتك عشان تيجي وتسأل عليها وعاوز تاخدها ..
صاح ماجد عن عمد حتى يصل صوته إلى أسماع من بالداخل قائلًا :
_ بنتي وأنا حُر فيها وهتيجي معايا غصب عن أي حد ياإما هرفع قضيه وأخدها بردو ..
زمجر محمود بتحذير قائلًا :
_ وطي صوتك ياإما أنا اللي هطلبلك البوليس ..
لم تزده كلمات الأب إلا عِنادًا فتابع بصوت أعلى :
_ مش هوطي صوتي .. إيه خايف على شكل بنتك قُدام جوزها الجديد ..
ثُم أضاف بسخرية :
_ ميعرفش إن العروسة متطلقة ولا إيه ..
قال محمود بحدة مُحاولًا عدم رفع صوته :
_ ألزم حدودك وملكش دعوة ببنتي متجبش سيرتها على لسانك ..
طل الجشع من عيني ذلك الحقير وهو يقول ببرود اثناء تقدمه بضع خطوات مُتأملًا الدخول إلى الجمع من جديد :
_ والله بنتك لو خايفة على بنتها يبقى تلغى الجوازة دي خالص ..
دفعه محمود لكن بقوة أكبر تلك المرة وهو يقول بأعين تطق منها الشرر :
_ وأنت مالك تتجوز ولا متتجوزش أنت فاكر نفسك وصي عليها ..
ثُم أضاف بحزم :
_ أمشى ومشوفش وشك هِنا تانى .. ملكش بنات عندنا وأعلى ما في خيلك أركبه ..
اشرأب ماجد بعُنقه ونجح بصره ففي الوقوع على وجه شمس المذعور والتي كانت تقف برفقة ابنتها خلف جسد عريسها العريض والذى وقف أمامهم كسد مانع يحميهم من أي أذى يطالهُن بينما نظراته المُتقدة وجسده المُتحفز كانا مُتجهان إلى ذلك الأحمق بتحذير، وكأنه على أهُبة الاستعداد للفتك به في الحال وتلقينه درس لا يُنسى لولا يد شمس المُمسكة بذراعه بقوة خوفًا من تهوره واندفاعه فيزداد الطين بلة وينجح ماجد في تحقيق مُراده، لذا لم يملك ذلك المتحذلق في النهاية سوى أن يقول بصوت عالٍ قبل أن يفر كالفأر المُبتل صائحًا :
_ بقى كدة .. ماشي أنا هعرف إزاى ألففكوا في المحاكم وآخذ بنتي بالعافية ..
ثُم أضاف ساخرًا راغبًا في استفزازهم أكثر :
_ هههه قال رايحة تتجوزلي قال .. بدل ما تقعد تربى بنتها ..