رواية ” نحنُ لا نُحب حين ننبهر .. نحنُ نُحب حين نطمأن “ ?كاملة ? جميع الفصول ?(من الفصل الأول إلى الأخير) كاملة ستعجبكم

­ ­ ­ ­ ­

-١٨- عودة الندل

close

الآن .. والآن فقط أيقن ذلك المهزوم أنه قد طُرِد شر طردة من أراضيه بعد أن فشل جيشه في الدفاع عنها وخضعت لمُحتل جديد ..

فأصبح كل ما تمناه أو ظن أنه امتلكه ذات يوم مِلكًا لآخر، لقد أخطأ بالتمادي في التعلق بأُمنية حياته حتى تسربت كالوهم من بين يديه، وبالنهاية أُحتِلَت بِلاده من ضَعف جيشه ..

بالأخير ..

 

استيقظ أسامة من أوهامه واستغرقه الأمر عدة دقائق عندما قرر الانسحاب والمُغادرة بدلًا من أن يعبث برماد قلبه أكثر من ذلك ويُصبح هباءًا منثورًا، فمهما كانت قُدرة تحمله فهو لن يقو على حضور عقد قِرانها وشهادة إمضائها على وثيقه زواجها بغيره ..
لكن قبل أن يتحرك من موضعه تلاقت أعينهُما، التقت عدستاه المُنكسرتان اللتان حاربتا لإخفاء خذلانهما وضعفها؛ بعسليتيها الباسمتين الفرحتين اللامعتين اللتان انطفأتا في ثوان ..

 

لقد خبا ذلك البريق وانكمشت الابتسامة أعلى وجهها ما إن وقع بصرها عليه وعلى رفيقته ترى هل تلقت تساؤله الذى لم تنطقه شفتيه ؟
“ليه ؟ ليه عملتي كده ؟ إزاى قدرتي تعملي فيا كده تانى ؟ ”
رغم بُعد المسافة بينهما إلا إنه تمكن من التقاط تلك النظرة الغريبة التي رمقته بها، فقد كانت مزيجًا من الدهشة والأسف والاستنكار، بل وكأنها تتساءل هي الأُخرى عن شيء يُحيرها، إلا إنه لم يقو سوى على الابتسام بحُزن

 

قبل أن يُحرك شفتيه بلا صوت قائلًا :
_ مبروك ..
نكست شمس رأسها أرضًا عقب تلك النظرة التي رمقها بها وكأنه لا تقو على مواجهته، بل وكأن ذلك الحريق الذى نشب بداخله ولم تعلم هي عنه شيئًا قد امتد إليها لتشعر بتلك الحرارة تنبعث من داخلها وينقلب حالها

 

رأسًا على عقب، فتتحول ابتسامتها إلى عبوس وفرحتها إلى حُزن ويقينها إلى تردد ..
حقًا هي لم تعلم إذا ما كانت تلك الحرارة بداخلها مُنبعثة من إثر خجلها لمواجهته أم إشفاقًا على حاله أم ندم على ما بدر منها تجاهه أم .. أم اشتياق قلبها إليه ؟
“موافقة ياعروسة !”

”” نحنُ لا نُحب حين ننبهر .. نحنُ نُحب حين نطمأن “ ” لتكلمة الجزء التالى من الرواية اضغط هنا?⏬???

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top