أعتلت جنة فراشها من جديد وبدأت بتصفح هاتفها بلا اهتمام وهى تقول بصوت مسموع :
_ لما نشوف حاضر بتاعتك دي هتوصلك لفين ..
غمغمت جيداء بداخلها بعد أن وقع اختيارها على ثوب وردي اللون مُزين بوردات حمراء صغيرة قائلة بصوت خافت نبع من داخل قلبها :
_ للكوشة جمبه إن شاء الله …
مضى الوقت سريعًا وهى تقوم بالاستعداد والتزين كما لم تفعل من قبل، وكأنها على أعتاب موعد غرامي طالما انتظرته، فبذلت قصار جُهدها لتكون في أفضل حالاتها، وقامت بتصفيف شُعيراتها الناعمة بعمل لفائف مموجة بها، وأضافت إلى وجهها بعض الأصباغ التي زادتها جمالًا وفتنة، بينما ذلك الثوب الذى قامت باختياره أبرز أنوثتها المُخبأة فأصبحت كالوردة المُتفتحة التي تتوق لقاطفها والذى جاء بموعده المُحدد ليقلها من أمام
منزلها كما وعدها ..
تفاجئت به رغم عبوسه إلا إنه بدا وكأنه حرص على التأنق هو الآخر، فكانت ذقنه حليقة ناعمة وشُعيراته لامعة مُلفتة للأنظار، وتلك البذلة الأنيقة الطى يرتديها هي لم تره بها من قبل بل يبدو وكأنه ابتاعها خصيصًا لتلك المُناسبة الهامة التي لم يذكر لها أي تفاصيل عنها بعد، ورغم صمته إلا إنها لم تستطع أن تُرخى عيناها عنه، إن قلبها يخفق كلما كانت برفقته كورقة ينفخ فيها بأنفاسه، وعينيها تلتمعان عند رؤيته كأنه يُضيئهما بنظراته، إنه
أجمل ما في الكون، بل أجمل ما في الحياة بأكملها ..
طال نظرها إليه وطال عبوسه وكأنه تناسى وجودها برفقته فتنحنحت متسائلة :
_ احنا رايحين فين ؟