_ بس إحنا لسة متفقناش يابنى ..
وفى وسط حيرة العروس من أمرها، وجه مصطفى كلماته إلى محمود قائلاً بكلمات واثقة طغى عليها التأدب في الحديث :
_ أنا تحت أمر حضرتك في أي حاجة عاوز تعرفها وأي حاجة تطلبها .. صدقني أنا فعلًا شاري شمس وعاوزها زي ماهي كدة هي ويارا وبس ..
لانت عضلات وجه محمود قليلًا عندما ذكر مصطفى الطفلة في حديثه، وتطلع إليه بارتياح وكأنه قد أجاب عن كثير من التساؤلات والشكوك بداخله، إلا إنه رغمًا عن ذلك أصر بشكل قاطع على عدم تواجد شمس وابنتها في ذلك الوقت، لذا انصرفت الابنتان بعد أن أهدى _مصطفى_ الصغيرة تلك الدُمية بداخل الحقيبة الكرتونية المُبهجة التي كان يحملها، بينما الابنة الكبيرة فكان من نصيبها باقة الزهور البيضاء والتي احتضنتها بسعادة وامتنان قبل أن تُغادر الغرفة امتثالًا لرغبة أبيها ..
وبعد ما يقارب من الأربعين دقيقة قضتهم العروس في توتر وقلق، هرست فيهم غرفتها المفتوح بابها مجيئًا وإيابًا عشرات المرات مُحاولة التقاط أي كلمة من الخارج تُطمئنها أو تُثلج صدرها ..
مُترقبة قدوم والدتها للتوجه إلى المطبخ في أي وقت، إلا إن الأخيرة خالفت توقعاتها تمامًا ولم تُبارح مكانها بالخارج إلى أن ..
ارتفعت أصوات الزغاريد المُبشرة، فتوقف قلب المُترقبة عن دقاته لعدة ثوان غير قادرة على استيعاب الأمر، لقد أعلن والدها موافقته أخيرًا وأتتها والدتها بوجه بشوش وابتسامة واسعة ضمتها بها قائلة قبل أن تحتضنها
بفرحة حقيقية :
_ مبروك ياعروسة …
******************************