تعالت ضحكات الجالسين قبل أن يُمسك هو جسد الصغيرة رافعًا إياها إلى الأعلى حتى تُصبح بمستواه حين وقف باستقامة قائلًا :
_ انتي اللي لسة صغنونة يايارا .. بكرة تكبري وتبقى قدى ..
هزت الطفلة رأسها نافية وهى تقول :
_ لا أنا هبقى حلوة شبه ماما لما أكبر ..
في تلك اللحظة توجهت نظرات مصطفى العاشقة إلى تلك الجميلة التي تبعد عنه عدة خطوات قائلًا بابتسامة مُنبهرة :
_ بس ماما مفيش حد حلو زيها ..
اتسعت عينا شمس بعدم تصديق، غير قادرة على استيعاب تلفظه بتلك الكلمات بصوت مسموع، فتمنت بداخلها لو انشقت الأرض من تحتها في تلك اللحظة لتلتهمها ببطنها فتتوارِ عن أنظار والديها المُحملقين بها وكأنهم يرونها لأول مرة، خاصه والدها الذى بدأ بالعبوس قائلًا بجدية وهو يُحرك إحدى ساقيه بعصبية :
_ مش تشوفي الأستاذ يحب يشرب شاي ولا قهوة ..
ازدردت شمس لُعابها بصعوبة وتنحنحت بقوة حتى خرج صوتها الواهن من بين شفتيها مُتسائلة :
_ تحب تشرب إيه ..
ابتسم مصطفى بحنو قبل أن يجلس أعلى مقعده من جديد قائلًا بجدية ممزوجة بالرجاء :
_ ولا أي حاجة .. ممكن تقعدي معانا ياشمس ..
اعترض الأب على ذلك قائلًا :