محمود بغير اقتناع :
_ متأخذنيش يابنى على اسألتي الكتير، بس اشمعنى شمس .. مع إن ما شاء الله انت أي واحدة تتمناك ومن عائلات كبيرة ..
أجاب مصطفى بتلقائية واضحة دون تفكير :
_ مش أنا اللي بختار ياأستاذ محمود ده القدر والنصيب اللي خلوني أتعرف على شمس وأحس بالاعجاب ناحيتها، وفى النهاية كله مكتوب .. مش كدة ولا إيه ؟
في تلك اللحظة ودون مُقدمات خرج تساؤل الأب بصورة مُباشرة قائلًا :
_ وياترى اتعرفت على شمس ازاى وامتى ؟
اتسعت عينا شمس بذُعر فور أن استمعت إلى تساؤل والدها، وشعرت بالاضطراب والخوف يتملكانها، فهي لم تروِ لوالدها قط من قبل ماحدث، لذا سلطت عينيها على مصطفى بترقب في انتظار ما سيتفوه به ..
لكن تلك النظرة ذات المغذى التي رمق بها مصطفى الأُم قبل أن يقول بهدوء :
_ هي شمس مقالتش لحضرتك ..
تلك النظرة كانت كفيلة بتغير ملامح الأُم التي ظهر عليها التوتر هي الأُخرى، وقبل أن يُجيب الأب نافيًا؛ أتى صوت الصغيرة من الخارج قائلة بصوت واضح :
_ ياماما تعالى أربطيلي التوكة ..
في تلك اللحظة لم تجد مجيدة مفرًا من ذلك المأزق سوى أن تقول بصوتٍ عالٍ نسبيًا :
_ تعالى ياشمس .. هاتى يارا تسلم على مصطفى ..
بسرعة البرق هرولت العروس من مكانها بوجه مُمتقع وتوجهت إلى غرفتها لتُكمل زينتها بسرعة قبل أن تُمشط شعر الصغيرة على عجل وتُهندمها، ومن ثَم اندفعت إلى الخارج بصُحبة ابنتها، وقبل أن تخطو اولى خطواتها إلى غُرفة الصالون أخذت نفسًا طويلًا ساعدها على الثبات لبضع ثوان قبل أن تظهر للجمع وتقع عليها نظرات ذلك المُترقب ..
يتبع….