خرجت كلماته بصورة مُتعمدة راغبًا في نقل الصورة إلى مسامع ابنته علها تفهم سبب غضبه :
_ فهمى بنتك إنها مش لسة بنت بنوت لا دي مُطلقة يعنى مدام ونظرة الناس ليها مش هترحمها وهيحاسبوها على الصغيرة قبل الكبيرة ..
في تلك اللحظة خرجت الأم عن هدوئها وإذعانها مُدافعة عن إبنتها بغضب قائلة :
_ وإحنا مالنا ومال الناس أنت عارف إحنا مربين بنتنا إزاى …
رمقها الزوج بنظرة عابسة قبل أن يوليها ظهره مُتجهًا إلى غرفته وهو يقول :
_ أنا عارف وإنتى عارفة، بس الناس مش عارفة ولو واحد عاملها باحترام فعشرة هيقلوا أدبهم .. انتي مبتقريش كل يوم عن حوادث الاغتصاب والتحرش اللي مالية البلد ..
أتبعته مجيدة إلى داخل الغُرفة وأغلقت بابها من ورائها بلُطف قبل أن تصدر منها تنهيدة خافتة مُحاولة التحدث بهدوء وعقلانية قائلة :
_ متخافش على بنتك يامحمود، شمس تعرف تصدهم كويس وبعدين المُطلقات ماليين الدُنيا والناس تفكيرها أتغير وبقت تعرف إن الطلاق لا هو سُبه ولا عار .. إلا أنت دماغك لسة دقة قديمة زي عوايدك وبتفكر بتفكير السبعينات ..
قفزت نظرات الحُزن داخل عيني الأب وقال بنبرة غلبت عليها القلق وهو يعتلى فِراشُه :
_ يامجيدة أفهميني أنا عارف إن بنتنا ميعيبهاش حاجة وإنها كانت لازم تتطلق من البقف اللي كانت متجوزاه ده والحمد لله إننا موجودين وبيت أبوها مفتوح .. إنما هي مينفعش تبقى عايشة براحتها زي قبل جوازها .. تشتغل وتنزل وتخرج مع أصحابها كأنها بنت عشرين ..