_ لا أنا مش بحلم .. مش بحلم ..
كادت أن تنفلت دمعاتها تأثرًا لولا أن استجمعت العروس قوتها للسيطرة على ذلك الانفعال الذى بدأ في استنفاذ طاقتها، لذا غادرت الفراش على الفور مُتجهة إلى خزانتها فتناولت منها منشفتها الخاصة وتلك الأدوات_
التي أعدتها مُسبقًا_ والخاصة بحمام العروس ..
وبعد عدة دقائق كانت تسترخى داخل حوض استحمامها الدافئ مُغمضة العينين، وكأنها تقبع بداخل مياه إحدى الأنهار الأفريقية ومن فوقها شلال مُنهمر يجود عليها بالكثير من الفقاعات البيضاء المُختلطة بوريقات الورود الحمراء التي ملأت مسبحها ..
اسندت رأسها على الحائط من ورائها وهى مُغمضة العينين بعد أن ارتخت مُعظم عضلاتها وتركت جسدها للمياه تتخلله من جميع النواحي دون عائق فشعرت بذهنها يصفو وبعقلها يتوقف عن القلق، وخلال ذلك لم تجد ذاكرتها ذكرى سعيدة تشغل بها تفكيرها سوى تلك المُحادثة الهاتفية التي طلب مصطفى فيها الزواج منها ..
هي لم تستوعب في البداية ما قاله إلى أن ردده على مسامعها مرة أُخرى عدة مرات، بنبرة واثقة آمرة تارة وكأنه يُملى عليها قرارًا لن تقدر على عصيانه، وتارة بنبرة دافئة شبه مترجية وكأن ذلك كُل ما يرجوه من الدُنيا،
وفى الحالتين لم تقو هي على الإجابة..
فقط كانت تهُز رأسها عدة مرات مُعلنة عن موافقتها وهى تبتسم كالبلهاء وكأنه يراها، بينما عينيها بدأتا في الترقرق بدمعات صغيرة كثيرة مُعلنة عن فرحتها، فكاد أن ينفلت هاتفها ويقع من بين أصابعها من فرط تأثرها لولا أن جاءها صوته القوى الدافئ مُناديًا :
_ شمس إنتى سامعاني !
خرج صوتها مُتحشرجًا ضعيفًا وهى تُجيبه بسرعة وكأنها تخش عدوله عن قراره، فقالت مُغالبة دمعاتها :
_ آه موافقة يامصطفى موافقة ..