الأرض .. بنتي عمرها ما تغلط ..
شرعت في تحريك رأسها يُمنةً ويسارًا بحسرة وهى تقول :
_ ياشماتة العدوين فيا .. ليه تعملي كدة فيا حرام عليكى ..
شعرت وكأنها جلبت العار لأهلها فجثت على رُكبتيها لمواساة والدتها قائلة بصدق بعد أن ارتكزت على ساقيها وكأنها على شفا تقبيل قدمي والدتها :
_ والله ياماما ما حصل حاجة وأوعدك إني مش هقابله تانى بس عشان خاطري متقوليش كدة أنا عُمرى ما عملت حاجة تخليكي تتكسفي أو تشمت حد فيكى ..
أزاحت مجيدة يدى إبنتها عنها بصرامة قائلة بحزم وقد استعادت قوتها :
_ ومين اللي هيسمحلك أصلًا تخطى عتبة الشارع تاني .. انتي هتترزعي في البيت أسبوع ولو الزفت بتاعك ده عاوزك يجي يتقدملك .. مجاش يبقى أبوكى هيكلم أسامة ويحدد معاه معاد الفرح ..
هبت من مقعدها واقفة بعدما لاحظت نظرات الاعتراض والتوسل داخل عدستي ابنتها فقالت بإصرار :
_ مفيش حاجة هتحصل غير اللي بقوله، ولو فتحتي بقك ولا حاولتي تعملي حاجة غير اللي قولتها .. وديني وإيماني لأقول لأبوكى على كُل اللي حصل وهو اللي يتصرف معاكي، وانتي عارفة أبوكى لما العِرق الصعيدي اللي
في عيلته يمسكه ..
******************************
كان يجلس بداخل مطعمه المُفضل المُطل على صفحات النيل الهادئ، يستمع إلى تلك الموسيقى الكلاسيكية التي تملأ المكان من حوله بينما عدستيه شاردتين مُتطلعتين إلى حركة مياه النيل الانسيابية والتي تلمع