صمت عقلها عن التفكير لبضع ثوان مُقاومًا صوت ضميرها الذى يُنكر عليها فعلتها وحججها، فقد أصبحت مثل المُدمنة، تضع دائمًا الأعذار والمُبررات لأفعالها المُشينة دون اقتناعها، فكُلما قاومت ادمانها اندفعت إليه، وكُلما دققت النظر في خطيئتها تمادت فيها، فلم يقتنع ضميرها بذريعتها الواهية بل شد الخناق عليها وكأنه على وشك القبض على عُنقها وإزهاق روحها؛ هذا ما كانت تشعر به في الليالِ الماضية، والآن زاد عليها خجلها من والدتها التي صُدمت بها وبأفعالها ..
لم تستطع الدفاع عن نفسها أو الإجابة على تساؤلاتها العديدة، وكأن لسانها قد انعقد من الرهبة، لكن بعد إصرار الأُم وشطحها بخيالاها إلى سيناريوهات أكثر دناءة وفداحة، لم تجد الابنة بُدًا من الاعتراف بحقيقة الأمر والدفاع عن نفسها برواية ما حدث مُنذُ البداية، إلا أن ذلك لم يُخفف من وطأة صدمة الأُم التي شهقت بصدمة مكتومة بعدما ضربت صدرها بإحدى راحتيها قائلة :
_ يا ندمتي .. بقالك شهرين بتعرفيه وتقابليه ..
غادرت الابنة فِراشها مُحاولة تهدأة والدتها المذعورة قائلة بخوف واضح خاصة عندما ارتفع رنين هاتفها الذى بين يدى والدتها :
_ والله لا ياماما أنا كُنت بقابله نتكلم عن الرواية بس مش أكتر ..
إلا أن ذلك الرد لم يمنع ملامح الأم من الانقلاب إلى الأسوء بعد أن طالعت هوية المُتصل فضغطت على زر كتم الصوت قبل أن تتسع عيناها وهى تهمس بحُرقة حتى لا تستيقظ الصغيرة :
_ رواية إيه وزفت إيه على دماغك .. من أمتى وإنتى بتكتبي روايات ..