كانت فتاة المطعم تلك تقف على بُعد خطوات منه مُرحبة قبل أن يتجاهلها هو ويتجه للجلوس، لكنها سُرعان ما ابتلعت خيبتها وظهر على ملامحها علامات الظفر وهى تنظر إليه بانتصار وتتوجه إلى مقعدها خلف مكتبها الزجاجي راسمة ابتسامة خيلاء أعلى محياها، مُنتظرة سماع كلمات الإطراء المُختلطة بالدهشة تخرج من بين شفتيه إلا إنه فاجئها بتساؤله الساخر :
_ آه .. هو انتي بقى ..
تلاشت ابتسامتها في الحال وقالت بحنق واضح :
_ كويس إنك لسة فاكرني ..
أخرج مصطفى علبة سجائره على مهل واشعل إحداها بهدوء مُجيبًا باستفزاز مُتعمد :
_ الحقيقة مكنتش فاكرك لحد ما قريت الاسم ..
سيطرت لينا على أعصابها، وتصنعت اللامُبالاة قبل أن تتكأ على مكتبها بإغراء وتمُد جزعها العلوى للأمام قائلة بصوت رقيق يحمل بين طياته الكثير من العتاب مُحاولة إخفاء غيظها :
_ وهو أنا اتنسى بردو !
رواية نحنُ لا نُحب حين ننبهر نحنُ نُحب حين نطمأن كاملة جميع الفصول
القى عليها نظرة جانبية طويلة قبل أن ينفث دُخان سيجارته في وجهها مُجيبًا بخفوت :
_ وإيه المُهم فيكى عشان افتكرك ..
اشتعل وجهها غضبًا وتراجعت إلى الوراء بعصبية واستندت على ظهر مقعدها قبل أن تضع ساقًا فوق أُخرى قائلة بثقة مهزوزة :
_ بس من هِنا ورايح أكيد هتفتكرني كويس ..
زاغ بصره على مُنحنياتها الواضحة أمامه قبل أن يقول بخُبث :
_ كُل شيء جايز.. بس ياترى إيه اللي هفتكره فيكى !