وعلى غير عادته، شعرت به يتحدث إليها بغير حِرص فخرجت كلماته بتساهُل دون تفكير قائلًا بصوت خفيض أقرب للهمس :
_ بس إنتى وحشتينى ..
لم تشعر سوى بشفتيها تنفرجان فرحًا وأهدابها استلقيا على أطراف وجنتيها ليُغطيا عسلتيها خجلًا، أما بداخلها فأحست برفرفة رقيقة تُشبه رفرفة الفراشات الصغيرة وكأنها لم تَذُق للحُب طعمًا من قبل، فقالت دون تفكير بعدما قررت ترك العنان لذلك الاحساس اللذيذ بداخلها :
_ بجد !
تنهد هو بحرارة مُجيبًا :
_ إيه مش باين عليا !
كان ينتظر جوابها إلا إنها آثرت الصمت فتساءل بلهفة استترت تحت طيات صوته الدافئ :
_ مش هسمعها منك ولا .. أنا موحشتكيش ؟
كالطفلة الصغيرة التي تسعى لإرضاء أبويها أجابته مُسرعة دون تفكير :
_ لا وحشتني ..
تساءل بنبرات خفيضة حارة هامسة :
_ وإيه كمان ؟
كانت تنظر إلى الأسفل بخجل وكأنه يقف أمامها بينما أصابعها تعبثان بأطراف شُرشف الفراش وكأنها تبحث عن مكان تختبئ بداخله من ذلك الضعف الذى اجتاحها، إلا إنها رغم ذلك الخجل قالت :
_ وطول اليوم كنت بفكر فيك ..
قال بلُطف ونعومة كأمواج البحر الهادئة التي تسحب حبات الرمل إليها عن طيب خاطر :
_ وفكرتي فيا إزاى !
أجابته بكلمات متقطعة :
_ كنت .. كنت عاوزة اشوفك ..
أجابها برقة وكأنما يعزف على أوتار فؤادها :
_ وانا كمان بقيت عاوز اشوفك كل يوم .. واشوف الشمس وهى بتضحك فى عيونك ..