_ مش هندخل ولا إيه ..
ألقى مصطفى ما تبق من سيجارته أرضًا ووضع هاتفه بداخل جيب بنطاله قائلًا بهمس وهو يتأمل عينيها التي ابتعدت عن خاصته مسافة ليست بالقصيرة :
_ أكيد ..
كانت تلك المرة الأولى التي تسير فيها بجواره أو تقترب منه هذه المسافة التي مكنتها من قياس فرق الطول بينهما، فهي بالكاد تصل إلى ما بعد مرفقيه فلم تصل رأسها إلى مستوى كتفيه حتى ..
قاطع تفكيرها ذلك توقفه أمامها بجسده الفارع الذى يُساوى ضعف حجمها تقريبًا مُتسائلًا :
_ تحبي نقعد ولا نطلب و نتمشى ..
صمتت مُفكرة بينما هو جال بأنظاره مُتأملًا مرتادي المكان حوله من صغار السن فقال مُقررًا :
_ أنا شايف إننا نطلب ونتمشى أحسن أو نقعد في مكان تانى أهدى ..
حركت شمس كتفيها بغير اكتراث مُجيبة :
_ اللي تشوفه ..
توجه مصطفى إلى إحدى الماكينات القائمة بوسط الفرع لاستقبال طلبات الفيزا كارد وأخرج خاصته قبل أن يطلب من إحدى العاملين مساعدته في اختيار وجبتين من وجبات الأطفال وآيس كريم، وعِند انتهاؤه اقترب من
شمس مره أُخرى مُشيرًا لها بالجلوس حول إحدى الطاولات حتى انتهاء الطلب، فأطاعته وجلس هو بجوارها وعندما رأى يدها تمتد إلى محفظتها أوقفها ناهرًا :
_ إنتى بتعملي إيه .. دي حاجة بسيطة منى ليارا ..
ابتسمت له شاكرة واخفضت نظرها عنه حين لمحت بعض الفتيات حول الطاولة المقابلة لهما ثبتن أنظارهُن عليه وارتفعت أصوات ضحكاتهن عقب همهمتهُن ببعض الكلمات ..