الحماس بداخلها لرؤية جدتها وعماتها وأعمامها، إلا أنها علمت في قرارة نفسها ما ستجره تلك المُقابلة على الصغيرة من مساوئ خصوصًا مع تواجد العروس الجديدة ..
تناولت هاتفها بضيق وأرسلت إلى صديقتها مُعتذرة عن تغيبها اليوم عن العمل لليوم الثاني على التوال، وخطر على بالها لثوان إرسال أُخرى إلى مصطفى لتعتذر عن موعده هو الآخر، إلا أنها ظلت تُقنع نفسها بعكس ذلك مُبررة .. فلماذا لا تُلاقيه عله يُخفف عنها وطأة قلقها على ابنتها، ويمُر الوقت وهي بصحبته حتى لا تفكر كثيرًا ويزيد توترها ..
لكن ذلك اللقاء من المُفترض أن الهدف الأول من ورائه هو تعرف إحداهما على الآخر بصورة أوضح، وهى لن تكون بمزاج يسمح لها بذلك، فمن الأجدر إلغاؤه حتى يصفو ذهنها ..
في النهاية لم تستطع شمس سوى أن تزفر بضيق من ترددها الدائم، فأجلت التفكير فى ذلك الأمر بعد مُغادرة ابنتها، فمازال أمامها مُتسع من الوقت ..
في تمام التاسعة استيقظت الصغيرة واحتضنت والدتها التي لازالت بجوارها أعلى الفراش على غير عادتها، فاستقبلتها الأُم بسعادة قائلة بحنان :
_ نمتى كويس ياقلبي .
تثاءبت يارا بكسل مُجيبة :
_ آه ياماما ..
داعبت شمس شُعيرات الصغيرة قائلة بحماس مُصطنع :
_ طب يلا قومي بقى عشان تفطري وتبدأي تجهزي، أنا طلعتك الفستان الجديد بتاعك وهعملك التسريحة اللي بتحبيها ..
لكن لم تفلح تلك الإغراءات في منع سحابة الحُزن التي ظهرت أعلى وجه الصغيرة وهى تقول بلهجة أقرب للرجاء :
_ بس أنا مش عاوزة أروح ..
حاولت شمس اقناعها قائلة :
_ ها قولنا إيه .. بابا النهاردة هجيبلك لعب كتير وكمان تيته وعماتك هيعملولك الأكل اللي بتحبيه ..
أجابتها الابنة بانكسار :