المكان المُناسب للإفصاح عن مكانتها لديه، لقد تخيل هو تلك اللحظة عشرات المرات من قبل بداخل ذِهنه فرأى محبوبته بمكان حالم هادئ ترتدى ثوبًا يليق بجمالها ورقتها جالسة بجواره فوق الرمال الناعمة تُظللهم السماء بزرقتها ويُنعشهم البحر برائحته، فيبوح لها بِحُبه ومكانتها بقلبه والتي لا يضاهيها شيء على وجه الأرض، ففؤاده لن يرضى أن تحتل سواها أراضيه ولن يقبل بغيرها زوجة ..
لذا بعد ذلك الصراع بداخله لم يستطع سوى أن يُشيح بوجهه عنها قائلاً :
_ ((أتفضلى روحي ياشمس وياريت متجيش هِنا تانى غير لما أقابل خالي عشان بعد كلامك ده مش هينفع نتقابل إلا لما يحصل وقفة والأمور تتحط في أماكنها الطبيعية ..))
بينما كان مقصده :
_ لو قادر إني اسيطر على نفسى ومشاعري دلوقتي ومأخدتكيش في حضني فمش هقدر أعمل كده لو شوفتك تانى، عشان كدة المقابلة الجاية هتبقى وإحنا بنقرا فاتحتنا وتبقى في مكانك الطبيعي جمبي ..
نعم هو لن يُقابلها سوى وخاتم خِطبته موضوع بإصبعها، لن يراها إلا عندما ترتفع الزغاريد مُجاهرة بحُبهما الذى لن يسمح لنفسه أن يستمتع به سرقة من وراء ظهر الجميع كشيء مُحرم خاطئ بعيدًا عن الأنظار، بل هو
حقٌ وحلال والحق لا يخاف لومة لائم ..
هذا ما قرره بداخله عندما تفاجئ بنحبيها الحزين قائلة :
_ (( أنت بتعمل معايا كده ليه .. أنت فاكر نفسك مين .. أنا بمُجرد ما همشى من هِنا وأنا هنسى كُل اللي قولتهولك، وياريت أنت كمان تنساه لأنك متستحقش إحساسي ده وكلك على بعضك متساويش ذرة حُب من اللي
جوايا ..))
كان يستعد للصعود بعدما التقط ما جلبته من قبل، بينما بداخله حرب شنعاء قائمة بين عقله الرافض وقلبه الذى يدعوه للتربيت عليها واحتضانها، استمرت تلك الحرب لدقائق قبل أن يُعلن عقله استسلامه، فتنحى جانبًا وبدأ القلب بالسيطرة، وترك هو مابيده وألتفت إليها بعدما
قرر التخلي عن ذلك الوجه الزائف الذى يرتديه، لكن أتته كلماتها كالطامة فوق رأسه :
_ (( عاوز تقول لبابا أتفضل ..للأسف كُنت فاكراك راجل .. بس أتطمن بعد ما عرفتك على حقيقك عُمرى ماهفكر فيك تانى … ولا هاجى هِنا تانى ..))
رآها تبتعد بينما هو على الدرجة الأولى من السُلم، وكأنه تحول إلى تمثال من الشمع ظل يُراقبها حتى اختفت عن أنظاره، ولم يقدر على الحِراك أو حتى التفوه باسمها ..