كان يَظُن أنها ستستوعب رسالته الخفية من بين كلماته، وستعي رغبته في مُقابلة والدها لطلب الاقتران بها، كرى تقر عينه وتُصبح زوجته وحبيبته وكل دنياه ..
إلا أن كلماتها المُرتعشة أتته فاضحة خوفها وهى تتساءل :
_ ((أنت هتقول لبابا؟ ))
حاول التجهم واصطناع الصرامة وهو يلتفت إليها كي لا تفضحه سعادته، فقال بلهجة لم يقصد إخراجها بذلك الكم من الجدية :
_ ((أُمال عاوزاني أسمع اللي بتقوليه ده وأسكت، ولا مستنية إني أتجاوب معاكي وأقولك أنا كمان بحبك ..))
أما جُملته الاخيرة خرجت بصدق حيثُ تعمد قولها بحروف متقطعة علها تفطن إلى حُبه ..
لكن رغم ذلك فاجأه سؤالها الحزين والانكسار يطل من عينيها :
_ (( يعني أنت مش بتحبنى ؟))
تلك النبرة جعلت قلبه يُعتصر بداخله فأراد أن ينفى عن نفسه تلك التُهمة، إلا إنه تردد في النهاية مُفكرًا فيما سيقوله لها، إن نطق لسانه فسيفضح جميع ما مر به طوال تلك السنون الفائتة، فليس هذا هو الوقت أو