-١٠- الرقباء الثلاثة
الدين .. العادات .. التقاليد ..
هؤلاء هُم الرُقباء الثلاثة الذين أرغموه على التلفظ بتلك الكلمات الحادة عندما اعترفت له بحُبها في ذلك اليوم، رغمًا عن بُكاء قلبه وحسرته ..
في الحقيقة، لم يكُن هُناك من هو أشد منه سعادة وأكثر غِبطة عقب سماعه لحديثها، فأخيرًا .. أخيرًا بعد مرور إحدى عشر عامًا كاملة، حاول هو فيهم بكُل ما أوتى من قوة أن يكبح جماح قلبه ويُشذب نفسه مُراعيًا حُرمة
بيت خاله وعِرضه، وكما لا يقبل بأن يُحَدِث أحدًا شقيقته بعبارات الحُب والغزل من وراء ظهره، فهو أيضًا لا يقبل ذلك على ابنة خاله حتى ولو كان هو المُحب المُتيم ..
كم من الليالِ التي سهر بها شاردًا مُفكرًا في طيفها، تئن خفقات قلبُه اشتياقًا إليها مُتلظيًا بسعير الانتظار، يدور في فُلكها مجذوبًا بقوة هائلة كأنه الأرض وهى كما كانت وستكون أبدًا .. شمسُه الوحيدة، نجمته العالية التي يتمنى مرورها بسماء منزلهم كي يراها بل كي يلمحها فقط من بين ثغرات وفراغات باب غُرفته، ويالسعده إذا واتته الفُرصة كي تتلامس إيديهما في سلام خاطف أو أن ينظر إلى عدستيها أثناء حديث عائلي، ويرى ابتسامة
ثغرها على مُزحة يُلقيها ..
في الحقيقة هو أكثر من مُحب هو وَلِه بها وببحور العسل بعينيها وبحبات الكرز بشفتيها وبأطوار الشمس بوجهها المُمتعض الغاضب منه أكثر الوقت، هو مُتيم بتغريدها الساحر وبنبرة صوتها الفاتن الذى يُخبره بحالها دون أن يراها ..