*************
هل سبق وأن صادفت تلك اللحظة التي يدق بها القلب وتضطرب فيها النفس وتطرب لها الروح !؟
تلك اللحظة عندما تقع عدستاك لأول مرة على الشخص الذى سيتعلق به مصيرك إلى الأبد ويذكره فؤادك في كُل دَقة رغمًا عنك، ولسبب ما، بل ومن غير سبب منطقي ملموس، هُناك ذلك الشيء الخفي الذى يجذبك
إليه حتى المُنتهى، شعور غريب بأن القدر أهداك حقًا بل مُلكًا يتوجب عليك الدفاع عنه حتى ضد القدر نفسه !؟
تلك اللحظة .. شعر هو بها باكرًا حتى قبل أن يُدرك المعنى الحقيقي للحُب أو يشعر بمُتعة خفقان القلب، شعر بها وهو لايزال في سن السابعة مِن عُمره عندما اِنتقى لها اسمها “شمس” ..
اختاره فور رؤيتها لأول مرة، بعد ولادتها بعِدة ساعات، ومنذُ ذلك اليوم وهو يُرافقها كظلها وكأنها ضلع من أضلعه، يلعبان معًا، ويدرسان معًا، ويُسافران معًا بل وينامان في نفس الغُرفة أيضًا برفقة إخوته في بعض الأحيان
إذا حكم الأمر، كان يشعر بمسؤوليته الكاملة عنها كشقيقته، بل كشخص أكثر قُربًا وانتماءًا إليه من شقيقته، علاقة لم يستطع تفسيرها إلا عِند بلوغه سن الثامنة عشر، حينما ابتعد عنها بدافع من العادات، وبالتدريج أصبحا لا يلتقيان إلا نادرًا وسط التجمع العائلي، خاصةً بعدما بدأت هي بالنضوج، واِزداد تعلُقه بها وتعلُقها به؛ تعلُق من نوع آخر بإحساس يختلف تمامًا عن إحساس الطفولة .. وكاد أن يرنو إليه ..
لكن .. جذبته تلك الخيوط إلى الوراء، وشدته بعيدًا عنها ، خيوط من تقاليد عاش فيها ولايزال، تُحتم عليه ألا يقترب منها، وبداخله ذلك الوازع الديني يقوم بدور الرقيب داخل نفسه في أشد اللحظات اِحتياجًا للتهور والانطلاق …
يتبع….