أجابته بامتنان وتلك الابتسامة مرسومة على وجهها الضاحك :
_ أنا مُتشكرة أوى ليك يامصطفى مش عارفه أقولك ايه على كل اللي بتعمله علشاني ..
أجابها بصوت حانٍ عطوف :
_ أنا لسة معملتش حاجة عشانك .. أشوفك بكرة ..
أنقطع الاتصال لكن لم يتوقف صوته الدافئ عن التردد داخل قوقعة أُذنها، فاستعادت حديثه اللبق وكلماته الرقيقة إليها، وبلا أي مُقدمات اتسعت ابتسامتها الخجلة لتتحول إلى ضحكة فَرِحة، ووجدت في نفسها الرغبة للرقص ففعلت ذلك دون تفكير وألتفت بجسدها مُتمايلة في أرجاء الغُرفة وهى تُصدر لحنًا رتيبًا من بين شفتيها أتبعته بغنائها لكلماته الشهيرة على نفس اللحن :
_ هقابله بكرة .. وبعد بكرة .. وبعد …
لكن قاطع غِنائها رنين هاتفها الذى ارتفع من جديد فأجابت على الفور بلهجة مرحة ظانه إنه هو، وقالت بابتسامة :
_ إيه نسيت تقولي حاجة ..
لكن ابتسامتها سُرعان ما انكمشت وعبس وجهها عندما ترامى إلى سمعها ذلك الصوت الأجش الذى طالما كَرِهته والذى قال ساخرًا :
_ بالنسبالي أنا لسه هقول .. انما بالنسبة للي كان بيكلمك بقى …..
انقبض قلبها فور سماعها لنبرات صوته الكريهة وتبخرت تلك السعادة التي سيطرت عليها مُنذ ثوان فخرجت كلماتها دون أن تعي مُتسائلة :
_ ماجد !
قال بتهكم :
_ كويس إنك لسة فاكرة اسمى ..
ازدردت لُعابها وتساءلت بخوف :
_ عاوز إيه ؟