_ بس قلبي مش عاوز غيرك …
عاد أسامة أدراجه من جديد إلى مقعده قائلًا بجدية :
_ أرجوكي متصعبيش الأمور علينا، خلينا زي ما أحنا أصحاب وبنشتغل وبس .. ده الإطار المُناسب لعلاقتنا ..
عادت الابتسامة لوجهها من جديد قائلة بأمل :
_ توعدني إنك تسيب الأمور تمشى لوحدها .. يعنى لو حسيت في يوم بمشاعر من ناحيتي تصارحني …
أجابها ساخرًا دون أن يعي، فخرجت كلماته تُقطر مرارًا وألمًا :
_ مش يمكن ساعتها متقبليش آسفي وحُبى وتقولي إني دمرتلك حياتك، ساعتها هتبقى ضيعتي وقتك على الفاضي ..
زادت الابتسامة بين شفتيها وكأنها تُربت عليه والتمعت البندقتين اللتان احتضنتا صورته بداخلها بحنان كقلب اُم ملتاع، قائلة :
_ عُمر الوقت اللي يمر وأنا مستنياك يبقى وقت ضايع .. هفضل أستناك لحد آخر يوم في عمرى .. حتى لو ..
صمتت قليلًا قبل أن تُضيف بلهجة قاطعة وكأنها تعلم بما يدور من ورائها :
_ حتى لو كان أو لسة موجود في حياتك حد غيري ..
******************************
أسبوع . سبعة أيام قد مرت على لقائها بأسامة بعد غياب دام لأكثر من عشر سنوات كاملة،
لم ينته العذاب بمُجرد انتهاء اللقاء بل أستمر في صورة أُخرى، والداها اللذان عَلِما بما حدث فاستنكروا فعلتها وظهر سخطهم عليها في صورة إهمال وجفاء وعدم اهتمام لم تعتده منهما وخاصة من والدتها ..
حاولت هي تلك الفترة العصيبة الانشغال بابنتها وبعملها وبتطبيق المُلاحظات التي أطلعها عليها مصطفى، والتي انتهت منها بالأمس وأرسلتها إليه كاملة بعد تعديلها على وعد باللقاء اليوم لمعرفة رأيه والمُناقشة من جديد ، أو هكذا أوهمت نفسها وهى توافق على مُقابلته للمرة الثانية ..
كان لقائها معه في تمام الرابعة عصراً في النادي كما السابق، ورغم ذلك تغيبت عن عملها ذلك اليوم حتى تأخذ كفايتها من النوم فلا تبدو بشرتها مُجهدة شاحبة بعد تلك الليالِ التي سهرتها لإنهاء ما طلبه منها، إلا إنها