_ أكيد هسامحه عشان ..
توردت وجنتيها بعدما ضغطت على شفتها السُفلى بخجل مُكملة :
_ لسة بحبه ..
التمعت عيني أسامة بحماس ولكم سطح مكتبه بقبضته قائلًا بانفعال :
_ بالضبط لو لسة بتحبيه ..
لكن ذلك الانفعال أتبعه غمامة حزن مرت على عينيه وهو يقول بيأس :
_ إنما لو مسامحتيش ورفضتي اعتذاره وحُبه تبقى خلاص مبقتيش بتحبيه صح ..
ترددت جيداء لبضع ثوان مُحاولة فهم المغزى من وراء سؤاله، بل من وراء حديثه بالعموم بعدما أختلط عليها الأمر، لكنها في النهاية أجابت بحيادية :
_ بيتهيألي إني لو مسامحتهوش يبقى بردو لسه بحبه أو على الأقل شاغل مساحة من تفكيري، أصل لما حُبنا لشخص بيخلص ساعتها مبنحسش أي حاجة ناحيته .. لا غضب ولا كُره ولاعتاب ولا بيبقى في حساباتنا أصلًا ..
تبددت غمامة الحُزن من عينيه في ثوان وتبدلت ببريق لامع حيثُ بدا وكأن الشمس أشرقت من جديد بعد ليل طويل دام لأيام، فتساءل بتردد :
_ يعني تقصدي إن لسه في أمل ..
فشلت هي في فهم ما يقصده من وراء كلماته فقضبت ما بين حاجبيها مُتسائلة بحيرة :
_ أمل في إيه بالظبط !
لم يُجبها أسامة بل أكتف بالصمت مُفكرًا، فغادرت هي مقعدها بهدوء بعدما تخلصت من
عويناتها ووضعتها أعلى المكتب بجوار جهاز الحاسب الآلي، واقتربت منه عدة خطوات قائلة برجاء :
_ أسامة ممكن تحكيلي على اللي محيرك للدرجادي وشاغل بالك .. مش أنت بتثق فيا !