تغيرت لهجة شفيق بإذلال حتى أصبحت أقرب للرجاء وهو يقول :
_ عروض إيه بس اللي تفكر فيها، إحنا تحت أمرك في اللي تطلبه والمقدم بتاعك جاهز من دلوقتي زي كُل مرة عشان تشتغل بنفس ..
تصنع مصطفى التبرم والانشغال مُجيبًا :
_ إن شاء الله هرد عليك قريب …
شفيق بإلحاح :
_ طيب الرواية الجديدة هتكمل بيها أجزاء السلسلة !
صمت مصطفى للحظات مُفكرًا قبل أن يقول :
_ لا أعتقد كفاية كدة على السلسلة وناوى أجدد أسلوب كتابتي شوية وأجرب حاجة جديدة .
شفيق بحماس :
_ وأنا في انتظارك ياأستاذنا .. مهما كان اللي هتكتبه ..الدار بتاعتك ومكملة معاك إن شاء الله..
مصطفى باقتضاب :
_ إن شاء الله.. هنبقى على تواصل مع السلامة ..
أغلق مصطفى هاتفه على عجل دون انتظار رد الطرف الآخر، ثُم أخذ يعبث بشاشة هاتفه بشرود مُفكرًا بهدوء وهو يُتابع مؤشر الساعة على شاشته، فعلت وجهه علامات التردد لبضع لحظات قبل أن يستجمع شجاعته
ويتخذ قراره ويقوم بذلك الاتصال الذى ألح عليه طوال اليوم غير عابئًا بشيء سوى الاستماع لصوتها ولو لثوان، وكما تمنى سُرعان ما جائه صوتها عذبًا رقيقًا يشوبه مسحة من الحزن الواضح وهى تقول :
_ آلو ..
أجابها بصوت خفيض وكأنه يخشى على قوقعتها من التأذي قائلًا :