ساد الصمت، وغاب بنظرة إلى المجهول، احترمت سلمى صمته المقدس، ولم تقاطعه حتى استطرد هامسا: بتذكر أيوب قالك يوم ما اتعرفنا، إني عشت بمصر فترة أوقات دراستي، وما بعدها زيارات متقطعة!
هزت رأسها مؤكدة، ليستكمل حديثه باسما، ابتسامة رغم ما تحمل من حزن، لكنها كانت كافية لتغيير قسمات وجهه لتصبح أكثر شبابا ونضارة عن المعتاد، وكأن الدماء عادت لتضخ بقوة في شرايينه: هناك في مرة من هاي
الزيارات، تركت روحي وعدت من غيرها..
همست سلمى مشدوهة: روحك!
هز رأسه إيجابا، هامسا في وله: نعم، صفية.
همست سلمى متعجبة: صفية!
اومأ هامسا: هناك فإسكندرية، كنت في إجازة مع بعض الأصدقاء، وعلى شط البحر، كنت وحيد خدتني رجلي لحد عندها، شوفتها، كانت فاكرة إن ما في حد بالمنطقة المنعزلة، فنزلت البحر وغابت تحت المي لثواني، كأنها جنية بحر، بعدها خرجت للشط، وصلت لحد .. ايش كان اسمها.. اه.. الملاية اللف والبرقع، لبستهم وراحت..
همست سلمى في تعجب: معقول حبتها بسرعة كده!
أكد الشيخ: خطفتني، كنت كل يوم فنفس الموعد، أقف فنفس المكان، لحد ما تيجي، تمارس طقسها المقدس، وتروح ..
ساد الصمت، لتعاجله سلمى: وبعدين!
ابتسم هامسا: حاولت اكلمها مرة وعشرة، والله كان قصدي شريف، لكن ما نلت منها إلا قاموس اسكندراني محترم