أن أبصرهما قادمين، يتطلع لهما في فضول لاهثا، وبدأت سلمى تكافح من أجل إبقاء ساجد جالسا لمدة نص ساعة على كرسيه المزركش دون حراك.. مرت قرابة الساعتين.. ولا فائدة ترجى من المحاولة .. ما دفعها لتجلس القرفصاء تاركة ساجد يلهو ويجري هنا وهناك، ليشاركه هزاع اللهو، تاركا بيته الخشبي، مندفعا في مرح، وفجأة اقترب من سلمى وبدأ يلعقها في محبة، كأنه يدفعها للعب معه، نهضت بالفعل، وبدأت في رمي الكرة بعيدا،
ليركض هزاع قادما بها في سعادة منقطعة النظير، لتعاود إلقاء الكرة مجددا، وفي إحدى المرات، ألقت الكرة في عشوائية، لترتطم فجأة برأس أحدهم، والذي تأوه، لتنتبه لذاك الذي وقف على مقربة ممسكا رأسه في وجع، فإذا به أيوب، كان قادما من ناحية البوابة، ما جعلها تندفع نحوه في فزع متسائلة: أنت كويس!
هتف في حنق: كنت، لحد ما…
لم يكمل حديثه، متطلعا نحوها، وهي تحاول التخلص من تعلق هزاع بها، متعجبا من اعتياده عليها، وهو المعروف عنه وحشيته مع الكثير من ضيوفه، حتى ولو كان قد قابلهم لعدة مرات!
هتفت سلمى بهزاع أمرة: أقعد ساكت، وإلا مش هلاعبك، أقعد..
أطاع هزاع في عجالة، متمددا تحت قدميها، ما دفع أيوب ليسأل مندهشا: من امتا بقيتوا أصحاب!
أكدت في ابتسامة: من ساعة ما جري ورايا ولفنني الجنينة مرتين، وعرفت إنه بيجري ورايا محبة، ومن ساعتها اتصاحبنا، الظاهر كنت فهماه غلط، وطلعت من اللي بيطلع روح اللي بيحبه جري وراه، وهو مش دريان.
تطلع لها مشدوها، وكأنها أصابت وترا حساسا داخله دون أن تدرك مؤكدا: بس ده مش بيتعود على أي حد بسهولة!